Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقارير

معهد أوروبي: دول الشرق الأوسط تبحث عن تحالفات جديدة

أبرز معهد أوروبي أن دول الشرق الأوسط تبحث عن تحالفات جديدة في ظل تراجع اهتمام الولايات المتحدة بالمنطقة وتشكل نظام جديد من الضرورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

ونبه “المركز الدولي للدفاع والأمن” (ICDS) في مقال تحليلي ترجمه المجر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط، إلى أن دول الشرق الأوسط تعيد تحديد مصالحها ضمن السياق الأوسع لأوراسيا الكبرى “فهم يستكشفون إمكاناتهم الاقتصادية ويصلون إلى توازن اقتصادي وسياسي جديد، وقد يستغرق هذا التوازن الجديد بعض الوقت حتى يتحقق، لكن جار أوروبا، الشرق الأوسط، يتحرك بالتأكيد في هذا الاتجاه”.

وجاء في المقال: عندما شنت روسيا غزوا واسع النطاق لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، توقع العديد من المعلقين في الغرب أن يكون حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط هم اللاعبون الرئيسيون في تشديد العقوبات الغربية على روسيا.

ولدهشة الغرب، لم يحافظ شركاء الولايات المتحدة في المنطقة، وبينهم السعودية والإمارات وتركيا، على مواقفهم المحايدة فحسب، بل بدأوا أيضا في تعزيز علاقاتهم الاقتصادية والسياسية بشكل ديناميكي مع القوى الشرقية (المنافسة للولايات المتحدة): الصين وروسيا.

من جهتها الصين أدهشت العديد من المحللين عندما توسطت في اتفاقية تاريخية لإعادة تنشيط العلاقات بين خصمين إقليميين رئيسيين، السعودية وإيران، في مارس/آذار 2023.

وفي 29 مارس/آذار من ذلك الشهر، انضمت السعودية كشريك حوار في منظمة شنغهاي للتعاون، الكتلة الأمنية التي تقودها الصين، كما مُنحت دول شرق أوسطية أخرى مثل مصر وإيران (أصبحت عضوا) وقطر صفة مراقب أو شريك حوار بالمنظمة.

وتسعى تركيا بشغف للانضمام إلى الكتلة حيث يحاول الرئيس (التركي رجب طيب) أردوغان إقامة شراكات خارج (حلف شمال الأطلسي) الناتو.

ويتمتع حلفاء الولايات المتحدة في الخليج العربي بأهمية حاسمة بالنسبة لأساسيات أمن الطاقة في بكين التي باتوا ينظرون إليها ليس فقط كشريك تجاري موثوق به، ولكن أيضا كضامن أمني محتمل يوفر لهم نفوذا في مواجهة واشنطن.

ومن المرجح أن تظل الولايات المتحدة الراعي الأمني الرئيسي لحلفائها في المنطقة، لكن المبادرات الجديدة بالشرق الأوسط تجاه الصين والقوى العالمية الأخرى تعني أن واشنطن لن تكون الجهة الأكثر جذبا للمنطقة بالنسبة لتبني التكنولوجيا والتطلعات الاقتصادية.

ومع ذلك، فإن رغبة حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة في تنويع شراكاتهم الاقتصادية والسياسية لا تقتصر على الصين، ففي 6 أبريل/نيسان 2023، رست الأدميرال جورشكوف في ميناء جدة بالسعودية، لتصبح أول زيارة لسفينة حربية روسية إلى المملكة.

وتبدو تركيا العضو الشرق أوسطي الوحيد في الناتو، مترددة في المشاركة في العقوبات الغربية ضد روسيا، بل إنه منذ بدء الحرب، ازدهرت تجارة تركيا مع روسيا.

من جهتها موسكو تحاول أيضا اتباع خطى بكين في المنطقة، وأصبحت بالفعل الشريك الرئيسي لأنقرة في جنوب القوقاز، وفي أبريل/نيسان الماضي استضاف الكرملين محادثات رسمية تهدف إلى التقارب بين (الجارتين) تركيا وسوريا.

على الجانب الآخر من العملة، يوجد تصور مشترك بين العديد من المعلقين الغربيين بأن إيران وروسيا حليفان أيديولوجيان قويان، لكن التطورات على الأرض أكثر تعقيدا، وعلى الرغم من وجود فترات من التعاون الاقتصادي والعسكري الوثيق، إلا أن العلاقة بين البلدين ليست رومانسية.

وتبدو العلاقة بين روسيا وإيران بأنها زواج مصلحة وليس تحالفا رسميا، أي شراكة براجماتية وليست تحالفا أيديولوجيا. وعلى الرغم من العمل معا في قضايا مختلفة مثل دعمهما لنظام (بشار) الأسد (في سوريا)، لكن طهران وموسكو منافسان محتملان في سوق الطاقة العالمي.

وبعد انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي مع إيران) في ظل إدارة (الرئيس السابق دونالد) ترامب وعلى خلفية تردد الرئيس (الحالي جو) بايدن في إعادة الانضمام إلى الصفقة، كانت إيران تغازل روسيا، مثلا، بإمدادات من الطائرات بدون طيار عالية التقنية.

وتبرز حالة دولة الإمارات العربية المتحدة التي على الرغم من أنها تضع نفسها كلاعب إقليمي محايد، فقد اشتبه الغرب بخرقها العقوبات (على روسيا) وضغط عليها للتوقف.

وبرزت الإمارات كوجهة مفضلة للأثرياء الروس الذين يبحثون عن أماكن بديلة لإيواء أصولهم، وتعمل بحماس هي والسعودية على نقل اقتصاداتهما إلى ما هو أبعد من الهيدروكربونات (النفط والغاز الطبيعي)، وهكذا سعى كلاهما إلى التعاون مع البلدان التي يمكن أن تساعدهما في تنويع دخولهما.

وما نشهده هو تحول تدريجي في الديناميكيات السياسية والاقتصادية والأمنية في جميع أنحاء المنطقة، كانت الولايات المتحدة تحول تركيزها إلى المحيطين الهندي والهادئ (لمواجهة نفوذ الصين المتصاعد)، وبالتالي خلقت فرصا جديدة لحلفائها في الشرق الأوسط”.

ومن المفارقات، تحقيقا لهذه الغاية، تتبع كل من الدول المسماة بالصديقة وغير الصديقة في المنطقة سياسات مماثلة عبر التنويع وبناء علاقات جديدة مع مجموعة من الشركاء العالميين: الصين والهند والبرازيل وروسيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى