الاتحاد الأوروبي يلقي بثقله وراء خطة قبرص لشحن المساعدات إلى غزة
ألقت عدة دول في الاتحاد الأوروبي بثقلها وراء خطة قبرص لتزويد غزة بالمساعدات الإنسانية، لكن لا تزال هناك عدة عقبات، خاصة فيما يتعلق بإمكانية إنزال الشحنات الكبيرة بأمان في مرافق الموانئ الصغيرة في غزة.
وطرح الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس مقترح بلاده لفتح ممر بحري للمساعدة في إيصال المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة، وذلك خلال منتدى باريس للسلام الذي نظمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ونظرًا لكونها لا تبعد سوى 210 أميال بحرية عن منطقة الصراع، فإن قبرص هي أقرب دولة في الاتحاد الأوروبي وتطرح نفسها كنقطة انطلاق طبيعية لجمع وتفتيش الشحنات المتجهة إلى غزة بحسب صحيفة politico.
والفكرة الكبرى تتلخص في زيادة المساعدات الإنسانية المقدمة لقطاع غزة من خلال استيراد الكميات الكبيرة التي تسمح بها السفن، بدلاً من الشحنات المحدودة التي يتم تسليمها حالياً عن طريق الشاحنات عبر معبر رفح مع مصر.
وقال مسؤولون قبارصة إن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل، بالإضافة إلى عدد من الدول بما في ذلك فرنسا وبلجيكا وكرواتيا والأردن، أيدوا الخطة.
وقالت اليونان وهولندا إنهما ستقدمان مساعدة عملية لتنفيذ الخطة، التي ستتطلب ضوءًا أخضر من الإسرائيليين، الذين سيرغبون في التحقق من شحنات الأسلحة أو غيرها من البضائع غير القانونية.
ومع ذلك، أعرب العديد من الدبلوماسيين عن مخاوف أمنية وعملية، ليس أقلها عدم وجود ميناء كبير وآمن في غزة.
خطة قبرص الطويلة المؤلفة من 25 صفحة، والتي تسمى مبادرة أمالثيا (التي سميت على اسم الأم الحاضنة لزيوس في الأساطير اليونانية) تحدد كيفية جمع المساعدات الإنسانية في مركز عمليات مقره في مدينة لارنكا القبرصية الجنوبية، التي لديها ميناء ومطار. وحيث يعمل بالفعل مركز تنسيق مع 33 دولة.
وسيتم جمع المساعدات وتفتيشها وتخزينها في قبرص ثم إرسالها إلى غزة على متن سفن يتم فحصها يوميا من قبل لجنة مشتركة تضم إسرائيل. وسترافق السفن سفن حربية إلى مكان محدد على ساحل غزة، حيث سيتم إرسالها إلى منطقة آمنة ومحايدة.
وبحسب بيان للرئاسة القبرصية، فإنه “تم بالفعل إعداد خطة ملموسة لتنفيذ المبادرة مع حلول وترتيبات فنية فورية ومتوسطة وطويلة الأجل”.
وأضافت أن هذا “اقتراح عملي ومفصل يمكن أن يساهم في معالجة الأزمة الإنسانية أثناء ظهورها”.
وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، بحسب قراءة لتعليقاته خلال المؤتمر، إن “الاقتراح القبرصي مدروس جيدًا”. “الجانب الأصعب هو تحديد منطقة هبوط مناسبة في جنوب غزة، لإنشاء البنية التحتية اللازمة للميناء وضمان سلامة الطريق، الأمر الذي سيتطلب تعاون جميع الأطراف المعنية”.
وأضاف أنه إذا تم استيفاء هذه الشروط فإن اليونان ستكون مستعدة للمساعدة بالسفن البحرية.
بدأ إنشاء البنية التحتية للموانئ قبالة غزة في عام 2016 ولكن تم التخلي عنه. وقد تمت مناقشة فكرة إنشاء ميناء عائم خلال المؤتمر.
واقترحت فرنسا أيضًا توسيع الممر لإجلاء المصابين بجروح خطيرة من غزة إلى سفن المستشفيات العائمة في البحر الأبيض المتوسط.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن أي حل يجب أن يتم بالتنسيق الوثيق مع إسرائيل، ولا يمكن أن يشمل سوى إمدادات المياه والغذاء والدواء وليس الوقود.
وأضاف المسؤول أن إسرائيل تناقش أيضًا فكرة المستشفيات العائمة، نظرًا لأن قدرة المستشفيات في غزة محدودة.
وقال المسؤول: “لدى إسرائيل مصلحة في زيادة إمدادات المساعدات الإنسانية”. “ولكن يتم فحص الجوانب الفنية والنقل ولم يتم اتخاذ قرار بشأنها بعد. وإذا كانت هناك حاجة أخرى، فإننا نتحقق من جميع الخيارات المتاحة لزيادة الإمدادات”.