Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقارير

إيكونوميست: حميدتي حليف مقرب من الإمارات لخدمة استراتيجيتها

يعد قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو “حميدتي” حليفا مقربا من دولة الإمارات لخدمة استراتيجيتها لاسيما في منطقة القرن الإفريقي الهامة بحسب مجلة “إيكونوميست” البريطانية.

وقالت المجلة في تقرير ترجمه المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط، إن الحرب الدائرة في السودان جراء الاقتتال الداخلي نتاج عوامل داخلية لكنها تجذب إليها فاعلين من الخارج على رأسهم الإمارات الساعية لتعزيز مصالحها الاقتصادية.

ونبهت المجلة إلى أن منطقة القرن الافريقي تقع على خطوط تجارة مهمة، وكلما طال أمد الحرب زادت المخاطر من تدخل قوى من الخارج نظرا لأهمية السودان الجيوسياسية.

ذلك أن السودان يقع على النيل، شريان الحياة لمصر وهو قريب من القرن الأفريقي الذي يتحكم بنقاط الاختناق الجنوبية للبحر الأحمر والقريب من الخليج.

وتراقب شرايين الاقتصاد العالمي هذه أمريكا والصين وفرنسا والتي لها قواعد عسكرية في جيبوتي. وتقول كومفورت إيرو، مديرة مجموعة الأزمات الدولية في بروكسل “يعتبر القرن الأفريقي استراتيجيا بشكل كبير وميكروسوم للنزاعات الدولبة الأخرى” و “يلتقي الغرب بالشرق والخليج يلتقي مع أوروبا”.

وفي الوقت الحالي يبدو طرفا النزاع متساويين، فالقوات المسلحة بقيادة عبد الفتاح البرهان الذي سيطر على السلطة وعزز سلطته كزعيم فعلي للسودان في انقلابي 2019 و 2021 وبدأ القتال بقدر من الأسلحة التقليدية، بما في ذلك الدبابات والمقاتلات.

ومع أن قوات الدعم السريع هي الطرف الأضعف إلا قائدها،  حميدتي لديه ثروة كبيرة لأن قوات الدعم السريع تسيطر على مناجم الذهب وتجارته في السودان ولديه عشرات الألاف من المقاتلين الأوفياء.

وكان هذا الرصيد الذي منح حميدتي القدرة للتنافس مع البرهان للسيطرة على العملية الإنتقالية التي تبعت الإطاحة بنظام عمر البشير في 2019 وأصبح نائبا.

وأعطاه السلاح الفرصة للظهور في السنوات الأخيرة كرمز شبه مستقل على المسرح الدولي وعقد صفقات مع القوى الأجنبية.

وقوات الدعم السريع ليست مجرد “ميليشيا متمردة” كما يقول شراث سيرنيفاسان، الخبير بالسودان في جامعة كامبريدج، فهي “لاعب دولة”.

وبعد ثلاثة أسابيع من القتال في الخرطوم وأماكن أخرى، وبخاصة في دار فور، لم يحقق أي طرف تميزا حاسما على الطرف الآخر. وينقص قوات الدعم السريع الدبابات والطائرات ولكنه تمركز في الأحياء السكنية في العاصمة.

ونظرا لمساحته وموقعه على البحر الاحمر، نظر للسودان كمنطقة استراتيجية مهمة في المنطقة وكذا بالنسبة للصين وروسيا والغرب.

فهو قريب من خطوط الملاحة البحرية التي تمر عبر مضيق باب المندب والتي تمر عبره نسبة 10% من التجارة البحرية العالمية.

وتنظر دول الخليج، الإمارات والسعودية تحديدا للمصالح الاقتصادية. وفي كانون الأول/ديسمبر وقعت شركة إماراتية صفقة بـ 6 مليارات دولار لتطويرساحل السودان على البحر الأحمر.

ودعمت السعودية والإمارات كلا من البرهان وحميدتي بعد انقلاب 2021 وقدمتا 3 مليارات دولار كمساعدات عاجلة.

وما يعقد الأمور هي العلاقة الغامضة بين الإمارات وحميدتي الذي تلقى المال والسلاح مقابل إرسال مقاتليه للمشاركة في حرب اليمن عام 2017. ورعته منذ ذلك أبو ظبي ودبي.

وتقول إرو من مجموعة الأزمات الدولية إن دول الخليج ربما “تنتظر وتحوط رهاناتها لرؤية الطريقة التي ستسقط فيها الأوراق”.

وربما كان هذا هو نهج شركة فاغنر، التي تقدم السلاح للدعم السريع وتحصل على امتيازات في مناجم الذهب بالتنسيق مع الإمارات.

ويقول صمويل رماني، مؤلف كتاب “روسيا وآفريقيا” إن هدف الكرملين الرئيسي هو “إحباط التحول الديمقراطي في السودان”، وهذا لأن لديه طموحات لبناء قاعدة بحرية في بورتسودان والتي تخدمها حكومة عسكرية وليس ديمقراطية ولا يهمها من ينتصر الجيش ام الدعم السريع.

ولم تتحول الحرب في السودان إلى حرب بالوكالة كما في سوريا واليمن وليبيا، إلا أن السودان يشترك مع سبع دول غير مستقرة من تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وليبيا وإثيوبيا وجنوب السودان وكلها لديها مشاكلها الخاصة وجماعات تمرد.

ويرى سليمان بالدو من ترانسبيرنسي أند بوليسي تراكر “كلما طال النزاع كلما تدخل الفاعلون من الخارج”، وهناك مصدر للتدخل من إريتريا، وحاكمها إسياس أفورقي الذي أقام علاقات مع حميدتي ولديه تاريخ طويل في دعم التمرد بالسودان. وهناك خليفة حفتر، أمير الحرب الليبي الذي يقيم علاقات مع فاغنر والذي قدم السلاح والوقود لحميدتي.

وعملت قوات الدعم السريع والجيش الوطني الليبي تحت قيادة حفتر بشكل قريب، ففي عام 2019 دعم حميدتي حفتر في حملته للسيطرة على طرابلس بدعم من الإمارات.

ما وصل نجل حفتر الأكبر للخرطوم قبل اندلاع العنف بأيام للحديث مع حميدتي. ومهما كان الدعم الذي قدمه حفتر فسيكون محدودا برغبة أمير الحرب الليبي الحفاظ على علاقة متوازنة مع مصر التي تدعم القوات السودانية المسلحة بقيادة البرهان.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى