فاينانشال تايمز: تناقض صارخ باستضافة الإمارات مؤتمر “COP28”
تحمل استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة مؤتمر قمة المناخ للأمم المتحدة COP28 المقررة نهاية العام الجاري تناقضا صارخا لاسيما ما يتعلق بتكليف مسئول حكومي في رئاسة المؤتمر بحسب ما أوردت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمه المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط، إن الإمارات الدولة المضيفة لقمة الأمم المتحدة بشأن المناخ تخضع لتدقيق متزايد على جدول الأعمال والمشاركين.
وذكرت الصحيفة أن التدقيق يتزايد بشأن إسناد سلطان الجابر رئيس شركة النفط المملوكة للدولة في الإمارات “أدنوك” منصب الرئيس المعين لقمة COP28 وما يحمله ذلك من تضارب مصالح.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في ظل سلطة الجابر، سرع مجلس إدارة “أدنوك” العام الماضي إنتاج الشركة النفطي من خلال تقديم توسعة طاقتها الإنتاجية حتى عام 2027، ووافق على إنفاق 150 مليار دولار على مدى خمس سنوات حتى عام 2027 لهذا الغرض.
وعينت الإمارات، بصفتها الدولة المضيفة لمؤتمر COP28، في وقت سابق من هذا العام سلطان الجابر لقيادة قمة المناخ التي ستعقد في دبي اعتبارًا من نهاية نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وأبرزت الصحيفة دعوة أكثر من 100 مشرع وعضو في البرلمان الأوروبي إلى إقالة سلطان الجابر، من منصب الرئيس المعين لقمة المناخ للأمم المتحدة COP28 هذا العام.
ونبهت إلى أنه في رسالة مشتركة موجهة إلى مسؤولي الأمم المتحدة والقادة الأمريكيين والأوروبيين، بما في ذلك الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، دعا المشرعون الإمارات إلى سحب تعيين جابر لأن منصبه كمسؤول تنفيذي للنفط يهدد “بتقويض المفاوضات”.
وأعربت المجموعة، المكونة بشكل أساسي من أعضاء ديمقراطيين في الكونجرس الأمريكي وأعضاء من ذوي الميول اليسارية في البرلمان الأوروبي ، عن “قلق عميق” من أن قواعد الأمم المتحدة تسمح لـ”أرباب التلوث” في القطاع الخاص بممارسة “تأثير لا داعي له”” على عملية قمة المناخ.
وفي دفاعها، قالت إدارة COP28 إن الجابر كان لديه 20 عامًا من الخبرة في مجال الطاقة المتجددة، مستشهداً بدوره كرئيس لشركة “مصدر”، وهي شركة الطاقة المتجددة المملوكة للدولة.
وأوضحت الإدارة أن سلطان الجابر، بصفته الرئيس التنفيذي لـ”أدنوك”، مُنح تفويضًا واضحًا “لتحويل الشركة وإزالة البصمة الكربونية منها”، كما شارك في دبلوماسية المناخ لأكثر من عقد من الزمان، حيث حضر 11 مؤتمرًا لمؤتمر الأطراف، بما في ذلك قمة باريس للمناخ عام 2015، حيث قاد وفد الإمارات آنذاك.
لكن بحسب الصحيفة حث المشرعون الأمريكيون والأوروبيون على بذل جهود دبلوماسية لتحقيق انسحاب الرئيس المعين لكوب28 لأن تعيين مدير تنفيذي في قطاع النفط يهدد نزاهة المفاوضات.
ومن بين الموقعين في الولايات المتحدة عضوا مجلس الشيوخ الديمقراطيان بيرني ساندرز وإليزابيث وارين ومعظم الموقعين من الاتحاد الأوروبي ينتمون للخضر واليسار.
وعبر علماء ونشطاء مناخ عن استيائهم من تعيين الجابر معتبرين ذلك علامة على أن الصناعة الكبرى استولت على الاستجابة العالمية لأزمة المناخ.