انعطاف حاد إلى اليمين: توقعات لانتخابات البرلمان الأوروبي لعام 2024
ستشهد انتخابات البرلمان الأوروبي لعام 2024 تحولًا كبيرًا نحو اليمين في العديد من البلدان، حيث تكتسب أحزاب اليمين المتطرف الشعبوية الأصوات والمقاعد في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، وتخسر أحزاب يسار الوسط وأحزاب الخضر الأصوات والمقاعد.
ومن المرجح أن يتصدر الشعبويون المناهضون لأوروبا صناديق الاقتراع في تسع دول أعضاء (النمسا، وبلجيكا، وجمهورية التشيك، وفرنسا، والمجر، وإيطاليا، وهولندا، وبولندا، وسلوفاكيا)، وأن يحصدوا المركز الثاني أو الثالث في تسع دول أخرى (بلغاريا، وبولندا، وسلوفاكيا). إستونيا، فنلندا، ألمانيا، لاتفيا، البرتغال، رومانيا، إسبانيا، والسويد).
ووفقاً لتوقعات المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR)، فإن ما يقرب من نصف المقاعد سيشغلها أعضاء البرلمان الأوروبي من خارج “الائتلاف الكبير” الذي يضم المجموعات الوسطية الثلاث.
وداخل البرلمان الأوروبي، من الممكن أن يظهر ائتلاف يميني شعبوي يضم الديمقراطيين المسيحيين، والمحافظين، وأعضاء البرلمان الأوروبي من اليمين المتطرف بأغلبية للمرة الأولى.
ومن المرجح أن يكون لهذا “المنعطف الحاد إلى اليمين” عواقب وخيمة على السياسات على المستوى الأوروبي، الأمر الذي سيؤثر على خيارات السياسة الخارجية التي يمكن للاتحاد الأوروبي أن يتخذها، وخاصة فيما يتعلق بالقضايا البيئية، حيث من المرجح أن تعارض الأغلبية الجديدة إجراءات الاتحاد الأوروبي الطموحة لمعالجة المناخ. يتغير.
وقد أصبحت أحزاب اليمين المتطرف مهيمنة بشكل متزايد على الأوضاع الوطنية في العديد من عواصم الاتحاد الأوروبي.
سواء في نتائج الانتخابات، مثل نجاح حزب الحرية الذي يتزعمه خيرت فيلدرز في الانتخابات العامة الهولندية في نوفمبر/تشرين الثاني، أو في قدرتهم على تحديد الأجندة من المعارضة لعب اليمين المتطرف دورا مهما في تشكيل السياسة الأوروبية في عام 2023.
ومن المرجح أن يشهد عام 2024 استمرارا لهذا الاتجاه ليس فقط في السياسة الوطنية، ولكن أيضا على المستوى الأوروبي، حيث تشير استطلاعات الرأي المبكرة إلى برلمان أوروبي أكثر ميلا إلى اليمين. سيظهر بعد انتخابات البرلمان الأوروبي في يونيو 2024.
ولتحديد مدى أهمية هذا التحول وتأثيره على سياسات الاتحاد الأوروبي وسياسات الحكومات الوطنية، تم جمع أحدث استطلاعات الرأي في كل دولة عضو في الاتحاد الأوروبي وتطبيق نموذج إحصائي لأداء الأحزاب الوطنية في السنوات السابقة.
وتشير النتائج إلى أن البرلمان الأوروبي من المرجح أن يتخذ منعطفا حادا نحو اليمين بعد يونيو 2024. وفي حين أن البرلمان ليس المؤسسة الأكثر أهمية في الاتحاد الأوروبي عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية، فإن الطريقة التي تصطف بها المجموعات السياسية بعد الانتخابات، و إن تأثير هذه الانتخابات على المناقشات الوطنية في الدول الأعضاء سيكون له آثار كبيرة على قدرة المفوضية الأوروبية والمجلس على اتخاذ خيارات السياسة الخارجية، وعلى الأخص في تنفيذ المرحلة التالية من الصفقة الخضراء الأوروبية.