دعوى قضائية ضد تويتر لمشاركتها بحملة سعودية للقمع العابر للحدود
رفعت ناشطة سعودية دعوى قضائية هي الأولى من نوعها ضد شركة تويتر تتهمها فيها بالمشاركة في حملة سعودية للقمع العابر للحدود بحق المعارضين ونشطاء الرأي.
وأوردت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير ترجمه المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط، أن الناشطة السعودية التي تحمل الجنسية الأمريكية أريج السدحان رفعت نيابة عن شقيقها المعتقل في سجون المملكة، عبدالرحمن دعوى قضائية تتهم فيها شركة “تويتر” والرياض بالابتزاز.
وأشارت الصحيفة إلى أن عبدالرحمن السدحان، هو عامل إغاثة سابق في الهلال الأحمر، اختفى قسريا منذ عام 2021 ولم يُر أو يُسمع عنه شيء منذ عام 2021، إلا حينما حكمت عليه محكمة سعودية بالسجن 20 عامًا وحظر السفر 20 أخرى؛ لاستخدامه “تويتر”.
وبحسب الصحيفة جاء في الدعوى المرفوعة من قبل شقيقة المعتقل السعودي أن المنصة أصبحت أداة مشاركة في حملة قمع عابرة للحدود من قبل السلطات السعودية، كجزء من جهود الشركة لتسييل علاقتها بالمملكة التي تعد هي ثاني أكبر مستثمر في “تويتر” بعد المليادير إيلون ماسك.
وتحتوي الدعوى، التي تم رفعها في محكمة المقاطعة الأمريكية في منطقة شمال كاليفورنيا، على تفاصيل جديدة مهمة حول قصة المعتقل السعودي، بما في ذلك أنه قام بعمل الحساب المجهول على “تويتر” أثناء إقامته في الولايات المتحدة.
واتهمت الدعوى شركة “تويتر” بغض الطرف عن القمع السعودي الممنهج والموثق للمنتقدين، على الرغم من أن التقارير بدأت تنتشر حول “الأنشطة الخبيثة” للمملكة باستخدام الموقع في وقت مبكر من عام 2018.
وذكرت الدعوى أن السدحان دشن حسابه لكشف نفاق الأسرة الحاكمة في المملكة وفشلها الاقتصادي، ثم عاد إلى السعودية عام 2014، قبل أن يتم اختطافه من “المباحث” في مارس/أذار 2018.
وسبق أن أثبت المدعون الأمريكيون بشكل منفصل أن السلطات السعودية حصلت بشكل غير قانوني على بيانات سرية حول مستخدمي “تويتر” بين عامي 2014 و2015 من اثنين من وكلاء الحكومة السريين اللذين كانا يعملان لصالح الشركة.
وأشارت إلى أن من وصفتهم بـ”جواسيس تويتر” استهدفوا أفرادًا (مثل عبدالرحمن) نشروا معلومات منتقدة أو محرجة عن السعودية وعائلتها الحاكمة.
وفي عام 2019، اتهم أحمد أبو عمو، وهو مواطن أمريكي، والمدير السابق للشراكة الإعلامية لمنطقة الشرق الأوسط على “تويتر”، بالعمل كوكيل للسعودية، دون التسجيل لدى الحكومة الأمريكية.
وزعمت الدعوى أيضا أن المواطن السعودي علي آل زبارة، الذي كان يعمل مهندسا في “تويتر”، تمكن من الوصول إلى بيانات الموقع السرية عن المستخدمين وعناوين بريدهم الإلكتروني وأرقام هواتفهم وعناوين بروتوكول الإنترنت (المعرف الرقمي لأي جهاز كمبيوتر مرتبط بشبكة معلوماتية)، التي تستخدم لتحديد موقع المستخدم.
وورد اسم رجل ثالث في شكوى مكتب التحقيقات الفيدرالي، وهو المواطن السعودي أحمد المطيري، الذي قيل إنه عمل مع فرد لم يذكر اسمه من العائلة المالكة السعودية كوسيط.
ودانت محكمة أمريكية أبو عمو، الصيف الماضي، بتهمة عدم التسجيل كوكيل للسعودية، وتهم أخرى.
وتزعم الدعوى أن أسرة عبدالرحمن علمت بتفاصيل جديدة عما حدث للموظف السابق الذي كان يبلغ من العمر 38 عامًا عندما تم القبض عليه في مكتبه.
وبحسب الدعوى، علمت أريج شقيقة عبدالرحمن من مصادر غير رسمية أن شقيقها تعرض للتعذيب واحتُجز في الحبس الانفرادي لسنوات.
وتقول الدعوى أيضًا إنه قيل لها إن الشرطة السرية “كسرت يد المدعي عبدالرحمن وحطمت أصابعه، وسخرت منه قائلة: هذه هي اليد التي تكتبها وتغرد بها”.
وتؤكد الدعوى أيضًا أن أريج استُهدفت بالمضايقات والتهديدات عبر الإنترنت. تحدثت العائلة إلى عبدالرحمن في عام 2020، حسب الدعوى، بعد عامين من اختفائه لأول مرة.
وتلقوا مكالمة أخرى في 2 مارس/أذار 2021، أخبر فيها عبدالرحمن عائلته أنه سيطلق سراحه من السجن قريبًا، بعد ذلك بوقت قصير، حُكم عليه.
وتزعم الدعوى أن ما سمتها “المؤسسة الإجرامية السعودية” قامت بشكل غير قانوني بمراقبة وقتل وتعذيب وإخفاء واختطاف وابتزاز وتهديد المعارضين المحتملين لإسكاتهم وتصدير الإرهاب والقمع والسيطرة إلى الولايات المتحدة.