اللاجئون في الأردن: معالجة نقص التمويل لمنع أزمة تلوح في الأفق
حذر المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية (ISPI) من أزمة تلوح في الأفق في ملف اللاجئين في الأردن بفعل القصور في معالجة نقص التمويل للاحتياجات الإنسانية.
وأشار المعهد في مقال تحليلي للأمير الأردني الحسن بن طلال إلى إعلان برنامج الغذاء العالمي (WFP) عن تخفيضات كبيرة في مساعداته الغذائية الشهرية لـ 465،000 لاجئ يدعمهم في الأردن.
ويشكل تقليص الدعم المقدم لهؤلاء السكان المستضعفين خطرًا شديدًا على سلامتهم وصحتهم وكرامتهم، مما يحرم أكثر من 50000 فرد من المساعدة التي هم في أمس الحاجة إليها.
على الرغم من جهوده، لا يزال برنامج الأغذية العالمي يواجه نقصًا حادًا في التمويل قدره 41 مليون دولار أمريكي حتى نهاية عام 2023، مما قد يتطلب المزيد من التخفيضات في المساعدة.
على مدار العقود القليلة الماضية، شهدت شخصيًا جهود الأردن الحثيثة في فتح حدوده لملايين اللاجئين الفارين من البلدان المجاورة، مرارًا وتكرارًا. ومع ذلك، أصبح الحفاظ على هذا الدعم تحديًا متزايدًا.
يكافح اللاجئون في الأردن، جنبًا إلى جنب مع ملايين آخرين في جميع أنحاء العالم، لتلبية احتياجاتهم الأساسية حيث تهدد تخفيضات التمويل وجودهم المحفوف بالمخاطر بالفعل.
يشكل تقليص الدعم المقدم لهؤلاء السكان المستضعفين خطراً شديداً على سلامتهم وصحتهم وكرامتهم. على هذا النحو، نجد أنفسنا في منعطف حرج يتطلب استجابة موحدة.
وتدعو مسؤوليتنا المشتركة إلى اتخاذ إجراءات جماعية لضمان أن جميع الأشخاص المهجرين قسراً، بغض النظر عن أصلهم أو عرقهم أو دينهم، يمكنهم أن يعيشوا حياة كريمة ولا تجعلهم غير مرئيين بسبب لامبالاة العالم.
لا ينبغي تطبيق مبدأ تقاسم الأعباء بشكل انتقائي، مع تفضيل مجموعة واحدة من اللاجئين مع تقليل الدعم للآخرين.
إن عدد اللاجئين الذين شردتهم الحرب في أوكرانيا مذهل، ولا يمكن تجاهل حاجتهم الماسة إلى المساعدة.
كانت استجابة الدول المختلفة لمحنتهم ساحقة وسريعة، مما يدل على ما يمكن أن يحققه العالم عندما يتصرف بشكل حاسم ومسؤول. دعونا الآن ننشر هذا الشعور بالإلحاح والمسؤولية ليشمل جميع النازحين قسراً، ونضمن حصولهم على المساعدة والحماية التي هم في أمس الحاجة إليها.
لعقود من الزمن، كان الأردن ملاذاً للعديد من المواطنين في المنطقة في أوقات الحاجة الماسة. وبذلك، أظهر الأردن نموذجًا مثاليًا للعالم، حيث أظهر كرمًا لا مثيل له واستعدادًا لمشاركة موارده الضئيلة والندرة وبنيته التحتية لاستقبال ودعم الموجات المتتالية من اللاجئين بمرور الوقت.
من الأهمية بمكان عدم التغاضي عن هذا النموذج النموذجي أو تجاهله، ولا ينبغي إهماله أو التخلي عنه من قبل المجتمع الدولي لمجرد تحول التركيز إلى صراعات أخرى.
نحث الحكومات والمنظمات الدولية على إعادة النظر في التخفيضات الأخيرة لتمويل اللاجئين في الأردن.
لم تتضاءل احتياجات هؤلاء السكان المستضعفين بل في الواقع، أصبحت أكثر إلحاحًا مع استمرار الطبيعة المطولة للنزاعات في دفع الناس إلى مغادرة منازلهم.
إن غض الطرف عن محنة اللاجئين يعادل التخلي عن مسؤوليتنا المشتركة تجاه الإنسانية والكرامة الإنسانية.