مواقع أوروبية: قضية فلسطين تصدرت أهم حدث رياضي عالمي
أبرزت مواقع الكترونية أوروبية تصدر قضية فلسطين أهم حدث رياضي عالمي في إشارة إلى مونديال كأس العالم 2022 في دولة قطر.
ونشر موقع Middle East Eye البريطاني تقريرا يبرز فيه أن العلم الفلسطيني انتشر في كل مكان على هامش كأس العالم بما في ذلك في الملاعب والأسواق والمطاعم ومحطات المترو.
وأشار الموقع إلى أن العلم الأحمر والأبيض والأسود والأخضر (العلم الفلسطيني) ظل حاضرًا في كل مكان في أول بطولة لكأس العالم تقام في الشرق الأوسط.
ولفت إلى أنه رغم عدم تأهل فلسطين لكأس العالم في قطر، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لمشجعين يلوحون بالألوان الفلسطينية ويرفضون التحدث إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وذكر أن تدفق الدعم إلى قضية فلسطين كان ملفتًا للنظر في ظل تطبيع بعض الدول العربية لعلاقاتها مع إسرائيل قبل عامين فقط.
ولفت إلى حرص مشجعو كرة القدم المغربيين والتونسيون وغيرهم من العرب على رفع الأعلام الفلسطينية ولبس الشالات الفلسطينية على أكتافهم.
وأبرز أن المشجعين العرب قاموا بتجاهل الصحفيين الإسرائيليين مرارًا وتكرارًا بعد اكتشافهم من أين هم، وكثيراً ما رفعوا العلم الفلسطيني خلف مراسلي التلفزيون وصاحوا “فلسطين حرة”.
كما نبه إلى أن مارتن نير أحد مشجعي إنجلترا استحوذ على قلوب العالم عندما صرخ “فلسطين الحرة” خلال مقابلة مع قناة تلفزيونية عبرية. وأشاد الفلسطينيون ونشطاء حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم بالمشجع لدفاعه عن حقوق الفلسطينيين.
كما انتشرت احتفالات المشجعين في جميع أنحاء العالم وهم يلوحون بالكوفية الفلسطينية بحسب الموقع.
من جهته نشر موقع أوريان 21 الفرنسي تقريرا تحت عنوان “كأس العالم لكرة القدم.. لحظة فلسطينية”.
وقال الموقع إن فلسطين حاضرة في كل مكان منذ بداية المونديال، إذ لم تخلُ مباراة واحدة من الكوفيات أو الأعلام الفلسطينية في المدرجات، تعبيراً على التضامن مع القضية.
وأوضح أن ذلك يعود غالبا إلى مشجعي المنتخبات العربية أو الأفريقية المؤهلة (المغرب، تونس، السعودية، قطر، السنغال)، لكن الظاهرة انتشرت حتى عند جنسيات أخرى.
إذ رفع مشجعون أرجنتينيون الراية ذات المثلث الأحمر خلال مباراة ثمن النهائي الثامن بين الأرجنتين وأستراليا. ويتم التعبير عن الدعم لفلسطين في محيط الملاعب، والمترو، وكورنيش الدوحة.
في الوقت نفسه، تتكاثر خيبات المبعوثين الإسرائيليين الخاصين. سأل أحد هؤلاء الصحفيين المشجعين الإنكليز عمّ إذا كانت “كرة القدم ستعود إلى ديارها” (أي إن كانت إنكلترا ستفوز بالكأس)، فرآهم يوافقون بسعادة قبل أن يمسك أحدهم بالمصدح ليصرخ “”Free Palestine!- فلسطين حرة!“.
من جانبه، عاد صحفي إسرائيلي آخر بخفي حُنين بعد محاولاته المتكرّرة للحديث مع أنصار الفريق المغربي. وكان كلّما قال ”لكن لدينا السلام الآن [بين بلدينا]” لإقناعهم بالتحدّث إليه يولّد تعاليق غير ودية وشعارات مؤيدة للفلسطينيين.
وتتداول صور هذه التبادلات بصفة مكثفة على الشبكات الاجتماعية، ما يعطي مجالًا أوسع للظاهرة. ذلك هو حال مقطع فيديو يظهر فيه مواطن سعودي يقول إنه “في وطنه” في قطر، ويشرح بلهجة حادة لمراسل قناة “كان” الإسرائيلية، مواف فاردي، بأن “هناك فلسطين فقط” و“لا توجد إسرائيل”، قبل أن يختم: “أنت غير مرحَّب بك هنا”.
“مونديال الكراهية”، هكذا عنونت أهم صحيفة يومية إسرائيلية، “يديعوت أحرونوت”، متظاهرة بالتعجّب من كون سياسة قمع الفلسطينيين تثير مثل هذه الإدانة.
ولفت الموقع إلى أن السلطات القطرية بدت مصمّمة على أن تطلق العنان لحركة التضامن. فهي لم تُصادر الأعلام وشارات الذراع والقبعات والملصقات بألوان فلسطين عند مداخل الملاعب – على عكس ما يحدث، على سبيل المثال، في العديد من الملاعب الأوروبية.
يصرّ كل من التليفزيون الوطني القطري وقناة الجزيرة على تغطية هذا الحماس، من خلال تكريس عدّة تقارير لجموع المؤيدين الذين يتغنّون بحبهم لفلسطين في الحي التجاري سوق واقف في الدوحة.
بالنسبة للنظام الملكي القطري، هناك رغبة واضحة في التميّز عن جيرانه (الإمارات العربية المتحدة والبحرين) اللذين وقّعا “اتفاقيات أبراهام” مع إسرائيل، أو حتى عن المملكة العربية السعودية التي تضاعف من الاتصالات غير الرسمية إلى حد ما مع تل أبيب.
في الوقت نفسه، تذكّر الدوحة مرارًا أن القدوم المتوقع لعشرين ألف إسرائيلي إلى أرضها خلال المنافسة (كان عددهم الفعلي أقل بكثير) يعود إلى طلب صريح من الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”.
في حين لا تحتجّ هذه الهيئة على عدم سماح الحكومة الإسرائيلية – خلافاً لالتزاماتها – سوى لعدد قليل جدًا من الفلسطينيين بالتنقل إلى قطر.
وبحسب الموقع فإن حضور القضية الفلسطينية في أناشيد الملاعب أمر يسبق بكثير كأس العالم في قطر. وفي العام الماضي، في قطر بالذات، كانت كأس الأمم العربية مناسبة للعديد من مظاهرات التضامن مع فلسطين، من خلال رفع أعلام وشعارات قوية.
بما في ذلك خلال المباراة النهائية بين الجزائر وتونس (فقد شارك منتخب فلسطين وآلت إليه المرتبة الأخيرة في مجموعته، على الرغم من الدعم الذي كان يتلقاه من كامل الجمهور خلال كل مقابلة).
كما أنه في بعض الأحيان، تسمح فلسطين بتقارب غير متوقع ومرحَّب به. مساء انتصار أسود الأطلس على كندا، تجمّع شباب جزائريون على الأطراف المسيّجة لوادي كيس، الحدود الطبيعية لبلادهم مع المغرب.
في العادة، يكون وقوفهم هناك قبالة المغربيين فرصة لتبادل ألقاب مهينة، ولكن هذه المرة، هنّأ الجزائريون المغربيين فردّ عليهم هؤلاء بالشكر. وقد أنهى الطرفان هذه التبادلات الودية بالغناء لفلسطين. وهكذا، تستمر القضية الفلسطينية في تقريب الشعوب العربية، رُغم اتفاقيات أبراهام للتطبيع.