تفاعل شعبي واسع في أوروبا مع مونديال قطر رغم حملات التحريض
رصد المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط، تفاعلا شعبيا واسعا في أوروبا مع مونديال كأس العالم في دولة قطر 2022، على الرغم من حملات التحريض الممنهجة ضد الحدث العالمي.
وقال المجهر الأوروبي إن ما شهدته عديد الدول الأوروبية من تظاهرات مؤيدة لمونديال قطر ورفض تسييس الحدث بما في ذلك ألمانيا وفرنسا والدنمارك وغيرها يؤكد على الدعم الشعبي الأوروبي لمونديال قطر.
وذكر المجهر الأوروبي أن روابط مشجعي المنتخبات الوطنية في أوروبا تشهد إقبالا واسعا على السفر إلى قطر لحضور مباريات مونديال كأس العالم في ظل تجاهل لحملات التشوية التي تصاعدت في الأشهر الأخيرة.
وتتهيأ قطر لاستضافة الحدث الأكبر في تاريخها حيث تتجهز لاستقبال أكثر من مليون مشجع في أول مونديال يُقام على مشارف الشتاء وفي منتصف الموسم الأوروبي من 20 نوفمبر/تشرين الثاني وحتى 18 ديسمبر/كانون الأول.
وتنتظر قطر تدفق عشرات آلاف المشجعين من دول أوروبية في حدث غير مألوف في الشرق الأوسط وذلك على الرغم من حملات التحريض ونشر إشاعات بشأن محددات لزيارة الدوحة.
وأبرزت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” تصريحات للصحفي الرياضي يوسف التمسماني المقيم في أوروبا، إن تسييس الرياضة أصبح شيئاً ملموساً الأن وتم رصده بشدة في وسائل التواصل الاجتماعي وحتى على مستوى قرارات بعض الحكومات الأوروبية.
وأضاف “لن يسلم كأس العالم بالطبع من هذا التسييس ونرى الأن قرارات تحاول إفساد العرس الكروي الأول في كأس العالم في دولة عربية، أعتقد أن هناك تخوف لدى بعض الدول أوروبية أن تنجح هذه الدورة من كأس العالم”.
في هذه الأثناء أشادت مسؤولة أوروبية رفيعة المستوى بالإصلاحات القطرية في مجال حقوق الإنسان، واعتماد تعديلات واسعة لقوانين العمل بما في ذلك إلغاء نظام الكفالة ومنح العمال المزيد من الحقوق.
وأبرزت ماريا أرينا، رئيسة اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان، في الاتحاد الأوروبي، أنه منذ عام 2018، تبنت قطر العديد من الإصلاحات وأصدرت العديد من القوانين التي كانت لصالح العمال.
وأشارت ماريا أرينا أن من أبرز الإصلاحات، إلغاء نظام الكفالة، ومنح العمال حرية التنقل وتغيير عملهم، واعتماد الحد الأدنى للأجور، وآليات الصحة والسلامة في مكان العمل، وإنشاء صندوق اجتماعي، واستحداث ترتيبات المفاوضات الجماعية.
وقالت المسؤولة الأوروبية إن هذه الإصلاحات مهمة، وجاءت بدفع من اللجنة الوطنية القطرية لحقوق الإنسان، وكانت جهود وبصمة وزير العمل حالياً في الحكومة الدكتور علي بن صميخ المري واضحة.
واستطردت ماريا أرينا في تصريحها، أن هذه الإصلاحات، بحاجة لتقييمها ومتابعتها بشكل صحيح، وبشكل مستمر حتى تحقق المزيد من الإنجازات.
ومؤخراً أشاد الاتحاد الأوروبي بما قال إنها إصلاحات إيجابية للقوانين أنجزتها قطر، وذلك ضمن تقرير خاص حول “حقوق الإنسان والديمقراطية في العالم 2021″، أبرز فيه المنجزات التي تحققت في قطر.
وجاء في التقرير الذي تضمن العديد من النقاط عن علاقة اللجنة الوطنية القطرية لحقوق الإنسان، مع مؤسسات البرلمان الأوروبي، وعن التفاعل المنتظم مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي، ودعوة قطر وكالة الاتحاد الأوروبي (EUSR) لزيارة البلاد.
كما أشاد تقرير حقوق الإنسان والديمقراطية في العالم 2021، بالإصلاحات العمالية في قطر، معددا المنجزات التي تحققت، مثل إلغاء نظام الكفالة، واعتماد قرار الحد الأدنى للأجور.
واعتبر التقرير أن إلغاء نظام الكفالة، خطوة إيجابية في إصلاحات قوانين العمل. وشددت المصادر الأوروبية، أن عام 2021، شهد إصلاحات عمالية قوية في قطر.
وأكد تقرير الاتحاد الأوروبي أن هذه الإصلاحات الجديدة، جعلت قطر الدولة الأولى في منطقة الخليج العربي، التي تسمح لجميع العمال بتغيير وظائفهم قبل انتهاء عقودهم دون الحصول على موافقة صاحب العمل.
في هذا الإطار، ترى السيدة حجة لحبيب وزيرة خارجية بلجيكا ضرورة الفصل ما بين ما هو سياسي و رياضي، داعية إلى ضرورة دعم جهود قطر في مجال تحسين ظروف العمال .
وأشارت لحبيب في تصريح لصحيفة “لا داغنيار أور” البلجيكية إلى أن معظم الدول الأوروبية سترسل وفودا وزارية إلى الدوحة، معتبرة أن عدم الحضور للمونديال سيكون غير فعال تماما وأيديولوجية بحتة.
وأكدت أن قطر شريك جيوسياسي وشريك طاقة لا يمكن تجاهله، وهي التي تقع على واحد من أكبر احتياطيات الغاز بالعالم، وتتعاون مع بلجيكا من خلال عقد مدته 25 عاما .
من جانبه، أكد مارك تارابيلا النائب في البرلمان الأوروبي أهمية تقدير الجهود التي بذلتها قطر خلال المسار التنظيمي لاستضافة المونديال ، والذي شهد الكثير من الإصلاحات خصوصا في مجال حقوق العمال.
وقال تارابيلا خلال مداخلة له ضمن برنامج، QATAR 2022، ” لقد عملت الدوحة بمساعدة المنظمات الحقوقية غير الحكومية ومنظمة العمل الدولية على إدخال الكثير من الإصلاحات على قانون العمل لديها”، مشددا على ضرورة إظهار الدعم لها وتشجيعها على مختلف الخطوات التي اتخذتها في هذا المضمار.
وبدوره، حث السياسي جورج لويس بوشيز رئيس حزب حركة الإصلاح البلجيكي على عدم تفويت فرصة متابعة مونديال قطر، منوها بالإصلاحات التي قامت بها قطر منذ نيلها شرف استضافة كأس العالم.
وطالب بوشيز في حديث لصحيفة “لا داغنيار أور” البلجيكية بالوقوف إلى جانب قطر في خطواتها لتنظيم مونديال يقام لأول مرة في المنطقة العربية قائلا “إذا أردنا أن ندفع قطر نحو التقدم، فيجب أن نتعاون معها لا أن نواجهها”.