الاتحاد الأوروبي يدشن ممرا بحريا لإرسال إمدادات إنسانية لغزة
أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، من ميناء لارنكا القبرصي، أن ممرا بحريا لجلب المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها إلى غزة من قبرص سيتم فتحه في الأيام المقبلة.
وقالت فون دير لاين بعد زيارة لتفقد المنشآت في قبرص برفقة الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس: “إننا نطلق هذا الممر البحري القبرصي معًا، الاتحاد الأوروبي والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة”.
وقال المسؤولون القبارصة، الذين منحوا عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة المفاوضات الدبلوماسية، إنه من الممكن إجراء اختبار تجريبي خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وستشهد التجربة التجريبية سفينة تابعة لمنظمة Open Arms الخيرية الإسبانية تنقل المساعدات الغذائية التي جمعتها مؤسسة World Central Kitchen الخيرية الأمريكية.
وقال الاتحاد الأوروبي وقبرص والولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات العربية المتحدة ودول أخرى في بيان مشترك إن عمليات التسليم عن طريق البحر “ستكون معقدة”.
وأضاف البيان “ستواصل دولنا تقييم وتعديل جهودنا لضمان تقديم المساعدات بأكبر قدر ممكن من الفعالية”.
والأمل هو أن تساعد المساعدات في تخفيف الأزمة الإنسانية الأليمة في قطاع غزة، حيث يعاني السكان، وفقاً للأمم المتحدة، من “جوع كارثي” بعد أكثر من خمسة أشهر من الصراع. وقُتل أكثر من 30 ألف شخص في غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
واتهم المنتقدون إسرائيل بعدم السماح بدخول ما يكفي من الغذاء والدواء إلى غزة لتخفيف معاناة 2.2 مليون فلسطيني يعيشون هناك، وهي تهمة ينفيها القادة الإسرائيليون باستمرار.
وقبرص هي أقرب عضو في الاتحاد الأوروبي إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية. ويقول الزعماء القبارصة إن بلادهم هي نقطة طبيعية لجمع وتفتيش الشحنات المتجهة إلى غزة.
وقال خريستودوليدس: “يهدف الممر البحري القبرصي إلى زيادة المساعدات من خلال استكمال الطرق الأخرى، التي تشمل معبر رفح المهم للغاية من مصر وعمليات الإنزال الجوي من الأردن”، مضيفًا أن “قبرص تتحمل واجبًا أخلاقيًا لبذل قصارى جهدها للمساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية”.
قد يكون إدخال المساعدات إلى غزة مشكلة بسبب البنية التحتية المحدودة للموانئ في القطاع. وفي مسعى لحل هذه القضية، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، عن خطة لإنشاء ميناء مؤقت في غزة.
وعلى الرغم من أن بايدن كرر دعمه لإسرائيل للرد على هجمات حماس، إلا أن واشنطن أصبحت تشعر بالإحباط بشكل متزايد تجاه إسرائيل.
ويشير قرار بناء ميناء في غزة إلى أن الجهود الأميركية لاستخدام الخطابة والنداءات الشخصية لإقناع القادة الإسرائيليين ببذل المزيد من الجهد لمساعدة المدنيين الفلسطينيين قد باءت بالفشل إلى حد كبير.
ورحبت إسرائيل بفتح الممر البحري لكنها حذرت من أن ذلك سيتطلب فحوصات أمنية.
وكان المسؤولون الفلسطينيون أقل تفاؤلا بشأن إمكانية تقديم مساعدات بحرية. قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، الأربعاء، إنها مقتنعة بأن “تركيز إسرائيل على إعطاء الموافقات لفتح الممرات البحرية ومنع مرور المساعدات براً عبر المعابر، يهدف إلى تنفيذ خطة حكومة الاحتلال الرامية إلى تكريس الاحتلال وفصل الضفة الغربية وقطاع غزة وتهجير الشعب الفلسطيني”.