Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقارير

كيف تؤثر أوروبا على مفاوضات ترامب وإيران؟

في ظل الجهود المتسارعة بين الولايات المتحدة وإيران للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، يجد الأوروبيون أنفسهم في موقع هامشي، بعدما كانوا شركاء رئيسيين في مفاوضات الاتفاق النووي لعام 2015.

واليوم، مع اقتراب انتهاء صلاحية آلية “العودة السريعة” للعقوبات في أكتوبر، تواجه بريطانيا وفرنسا وألمانيا، المعروفة بـ”الثلاثي الأوروبي”، تحديًا حاسمًا: إما التأثير في مسار المحادثات، أو الاكتفاء بدور المتفرج.

وبحسب تحليل صادر عن المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، يعتمد النفوذ الأوروبي الحالي على التهديد باستخدام آلية العودة السريعة كورقة ضغط على طهران لدفعها إلى تقديم تنازلات.

وفي المقابل، ينبغي أن تطلب أوروبا من إدارة ترامب التشاور الوثيق والتنسيق في ملف إيران. فبالتقارب مع الجناح “المُقيِّد” داخل إدارة ترامب—وهم مسؤولون يرغبون في اتفاق يقيّد طموحات إيران النووية دون اللجوء إلى الحرب—يمكن للأوروبيين المساعدة في تثبيت مسار دبلوماسي مستقر ينسجم مع مصالحهم الأمنية.

لكن التحدي الأكبر يتمثل في الانقسام داخل إدارة ترامب بين فريقين: الأول يسعى إلى تسوية واقعية تتضمن السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم بشكل محدود وتقديم حوافز اقتصادية؛ أما الثاني، “المتعصبون”، فيضغط لتفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل، ولو عبر العمل العسكري، ويتحالفون في ذلك مع إسرائيل.

الخطاب المزدوج لترامب—الراغب في اتفاق دون تفاصيل محددة، والتهديد الدائم بالتصعيد العسكري—يجعل الأوروبيين في موقع دقيق. عليهم الاستفادة من ما تبقى من وقت ونفوذ قبل أن يزداد ضغط المتشددين، وخصوصًا مع إرسال الولايات المتحدة أنظمة هجومية إلى المنطقة، وإشارات ترامب المستمرة إلى التحالف مع نتنياهو.

يمكن لأوروبا التأثير في مسار المفاوضات بثلاث خطوات حاسمة: أولاً، دعم علني من قادة الدول الأوروبية للمفاوضات ورفض واضح للتصعيد العسكري، على غرار موقف بعض دول الخليج. ثانيًا، الضغط على طهران لتقديم تنازلات، من خلال التلويح بإعادة العقوبات إذا لم تُظهر مرونة. وثالثًا، دفع إيران نحو تعزيز الرقابة الدولية على برنامجها النووي عبر إجراءات تحقق مشددة.

في المقابل، ينبغي على أوروبا تحذير إدارة ترامب من أن المطالب المتطرفة، كمنع التخصيب تمامًا، قد تفشل المفاوضات. فالصيغة الواقعية تقوم على الحد من الأنشطة التي تقرّب إيران من تصنيع سلاح نووي، دون حرمانها من التخصيب المدني.

أخيرًا، يمكن للاتحاد الأوروبي أن يلعب دورًا في تنفيذ الاتفاق عبر تقديم الدعم التقني والرقابي، والمساعدة في تنسيق المزايا الاقتصادية. لكنه يجب أن يتجنب الوقوع في فخ التحالف مع المتشددين، الذين قد يجرّون المنطقة إلى مواجهة مفتوحة، ويُفشلون فرصة التوصل إلى اتفاق دبلوماسي يُنسب لترامب.

باختصار، لا تزال أمام أوروبا فرصة حقيقية لتأمين اتفاق نووي متين يُجنب المنطقة كارثة جديدة، لكنها تتطلب شجاعة دبلوماسية وتحركًا سريعًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى