قناة فرنسية ممولة إماراتيا تعقد مؤتمرا فاشلا في جنيف للتحريض على قطر
قال المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط إن قناة (Blast) الفرنسية على اليوتيوب الممولة من دولة الإمارات العربية المتحدة عقدت مؤتمرا صحفيا في جنيف السويسرية بغرض التحريض المكشوف على دولة قطر بالاستعانة بأحد مرتزقة أبوظبي ويدعى “عبدالله زهير” مغربي الأصل.
وأبرز المجهر الأوروبي أن المؤتمر الصحفي المذكور مني بالفشل الذريع ولم يحضره سوى عددا محدودا من العاملين في القناة نفسه، وقد بدت وقائعه مريبة لتمرير فكرة معينة، من دون تقديم أي وثائق فيما جميع ما تم سرده بناء على “مصادر” مجهولة في حدث مدفوع لالتقاء الأجندات.
وقد أعلنت القناة أنه تم إرسال الدعوات إلى منظمة العمل الدولية وأقسامها وإداراتها المختلفة، والنقابيين الأعضاء في المنظمة، والممثليات الدبلوماسية للحكومات والاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” لكن لم يحضر أي من ممثلي تلك الجهات المؤتمر ما شكل إحراجا كبيرا للقائمين عليه.
وذكر المجهر الأوروبي أن عبدالله زهير الذي يعرف نفسه بأنه مستشارا دوليا في قانون العمل الدولي، استغل المؤتمر الصحفي للزعم بأن قطر قدمت رشوة مالية بمبلغ 25 مليون دولار بشكل سري إلى منظمة العمل الدولية من أجل سحب شكوى ضدها تتعلق بملف العمال.
وفي حقيقة الأمر أن المبلغ المقدم من قطر إلى منظمة العمل الدولية تم بشكل علني نظير تكاليف فتح مكتب لمنظمة العمل الدولية في الدوحة والذي يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، ولتنفيذ برامج فنية على مدار سنوات عديدة تخص ملف العمال.
وفي العام 2017، أبرمت قطر مع منظمة العمل الدولية اتفاقًا وبدأت تنفيذ المرحلة الأولى من برنامج تعاون فني يتضمّن إصلاحات شاملة لقطاع العمل. وتمتد المرحلة الثانية من هذا البرنامج من تموز/ يوليو 2021 حتى نهاية 2023.
وقد حظيت الاتفاقية في حينه بإشادة دولية واسعة وساهمت بشكل كبير في أحداث اصلاحات جوهرية في ملف حقوق العمال في قطر.
وأوضح المجهر الأوروبي أن عبدالله زهير ظهر مشتتا وكان القائمون على المؤتمر يطلبون منه أن يركز في الهدف من المؤتمر، في وقت ظلت مداخلته تشوبها المغالطات المفضوحة والتناقض الفج في حديثه من دون تقديم أي دلائل أو قرائن تثبت صحة ما جاء فيه وسط اتضاح نيته بالتحريض المفضوح ضد قطر مقابل تلفيه مبالغ مالية من الإمارات.
ولوحظ أن مزاعم عبدالله زهير مضت عليها سنوات فيما يحاول حاليا إثارة القضية بتعليمات من لوبي الإمارات في قطر، علما أنه عمل طويلا لصالح المملكة العربية السعودية وحاليا يتبع لوبي أبوظبي.
ويعمد عبدالله زهير إلى تقديم نفسه على أنه مستشارا للمنطقة العربية في منظمة العمل الدولية منذ عام ٢٠١٤، وهو أمر غير حقيقي إذ أن المستشار للمنطقة في المنظمة الدولية هو ياسر حسن مصري الجنسية.
وعلم المجهر الأوروبي أن عبدالله زهير تربطه علاقات وثيقة مع لوبي الإمارات، لاسيما منال مسالمي التي تنشد بجهود الدعاية للإمارات في أوروبا ومهاجمة دولة قطر منذ سنوات.
وقد خيم الفشل الذريع على المؤتمر ولم يحضره سوى صحفيون من قناة (blast) الممول من دولة الإمارات والذي يشوب عمله سلسلة فضائح ولا يحظى بمتابعة شعبية.
وأسس قناة (blast) كل من سمية بن عيسى وهي صحفية سابقة في قناة فرانس 24، وتلفزيون مجلس الشيوخ سابقا، وماتياس إينثوفين وهو مدير مجتمعي في حزب ماكرون سابقا، متخصص في وسائل التواصل الاجتماعي، دينيس روبرت وهو صحفي يساري غالبًا ما تمت مقاضاته بتهمة التشهير، إلى جانب سيرج فوبر والذي تقدم باستقالته مؤخرا.
إذ شهدت القناة مطلع الشهر الجاري تزايد حدة الخلافات بين إدارتها على تقاسم الرشاوي المالية من الإمارات، ما أدى إلى طرد الصحفي سيرج فوبر ليرد الأخير بنشر مقطع فيديو يدين ممارسات الموقع حيث تمت مشاهدته أكثر من نصف مليون مرة على اليوتيوب ما تسبب في ضرر كبير لسمعة الموقع وأفقده أي مصداقية.
ويلاحظ أن القناة المذكورة الممولة من دولة الإمارات يتبني نهج التحريض على قطر وتبني استراتيجية التنديد غير المباشر، وهم يتخذون ذريعتين للنهوض بأجندتهم: حقوق العمال الذين يتعرضون للانتهاك واتهامات بالفساد.
وفي الأشهر الأخيرة، نشروا مقالات ومقاطع فيديو تُظهر كيف من المفترض أن قطر مولت المفكر برنارد هنري ليفي لتسريع الحرب في ليبيا ضد نظام معمر القذافي.
وذكر المجهر الأوروبي أن لوبي الإمارات ضاعف أنشطته في أوروبا وتقديم الرشاوي المالية لمضاعفة التحريض على قطر مع اقتراب حدث نهائيات كأس العالم 2022، والتغطية بالانتقادات إلى الدوحة على تعاظم تنديد البرلمان الاوروبي انتهاكات أبوظبي.