الإمارات تستعمل الطيب بن عبدالرحمن وتمول حملته ضد قطر
في سقوط جديد، عمدت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى استعمال رجل الأعمال الفرنسي الجزائري الطيب بن عبد الرحمن وتمويل وتسيير حملته للنيل من سمعة دولة قطر وتشويه سمعتها.
وكلف لوبي الإمارات بقيادة دعم حملة الطيب بن عبدالرحمن ثلاثة من أبرز أعضائه هم كل من: الناشط والصحفي البلجيكي أندي فيرماوت، والناشطة منال مسالمي، إضافة إلى الناشطة إيرينا تسوكرمان.
وقد خصص لوبي الإمارات ميزانية مالية ضخمة لدعم حملة الطيب بن عبدالرحمن ودفع الميزانيات اللازمة لمحاميه ومساعديه في محاولة تشويه دولة قطر.
وكان لوبي الإمارات نظم الأسبوع الماضي مؤتمرا صحفيا للطيب بن عبدالرحمن في العاصمة الفرنسية باريس للهجوم على دولة قطر ومسئوليها، على أن يعقد يوم الجمعة المقبل مؤتمرا مماثلا في جنيف وصولا لتنظيم ندوة مزمع عقدها في نادي الصحافة الوطني في العاصمة الأمريكية واشنطن يوم 18 تشرين ثاني/نوفمبر الجاري.
وستحمل الندوة المقررة في قطر عنوان مزعوم هو التزوير القضائي في قطر.. قضية الطيب بن عبد الرحمن: دعوة للعدالة”. على أن يتحدث في الندوة العضوان في لوبي الإمارات إيرينا تسوكرمان، ولوك فيدال.
وسبق أن كشف المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط، خفايا شبكة استخبارية مشتركة بين المملكة العربية السعودية والإمارات وإسرائيل تنشط بالملف اليمني في أوروبا لترويج رواية الرياض وأبوظبي والهجوم على دولة قطر.
وفي حينه قال المجهر الأوروبي إن الشبكة تتلقى موازنات مالية ضخمة من السعودية يذهب أغلبها إلى الحسابات الشخصية لأعضاء الشبكة فيما مبالغ محدودة جدا يتم صرفها لصالح الفعاليات التي تنظمها والمنظمات والجمعيات المنخرطة في أنشطتها.
وتكثف الشبكة أنشطتها في ظل تقارب وإجراءات تطبيع تدريجية معلنة بين السعودية وإسرائيل والتعاون فيما بينهما ودولة الإمارات خدمة لمصالحهم المشتركة.
وذكر المجهر الأوروبي أن الشبكة الاستخبارية تترأسها إيرينا تسوكرمان التي تعرف نفسها بأنها محامية في مجال حقوق الإنسان ومحللة للأمن القومي مقيمة في نيويورك، وتقدم نفسها مختصة في القضايا الأمنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والسياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وقد عمدت تسوكرمان إلى تهميش وزارة حقوق الإنسان ومنظمات حقوق الإنسان اليمنية التي احتجت على تدخلات اللوبي الصهيوني ورفضوا المشاركة مع أنشطة تسوكرمان ما دفع الأخيرة إلى اللجوء لشخصيات يهودية وأمريكية وبديلا عن المنظمات اليمنية.
كما لوحظ أن تسوكرمان سبق أن جمدت أنشطتها وتوارت عن لفترة بطلب سعودي بعد فضح علاقاتها المشبوهة مع محمد العيسى رئيس رابطة العالم الإسلامي التابعة للنظام السعودي، ومن ثم عادت مجددا للأنشطة تحت غطاء متابعة الملف اليمني.
وانخرطت تسوكرمان منذ سنوات في أروقة الكونجرس الأمريكي في قيادة حملات تتعلق بالملف اليمني بما في ذلك المراجعة الأخيرة لجماعة الحوثيين في ضوء احتمال تصنيفهم كمنظمة إرهابية، فضلا عن تحريض منظم ضد دولة قطر وشبكة الجزيرة الإعلامية.
وتعمل تسوكرمان لصالح دوائر إسرائيلية وسعودية وإماراتية وتتولى تنسيق كل الفعاليات اليمنية في أوروبا والولايات المتحدة عبر شركائها من نفس توجهها.
علم المجهر الأوروبي أنه يقف على رأس تنظيم الندوة ضد دولة قطر الناشط والصحفي البلجيكي أندي فيرماوت الذي يقود تحالف منظمات غير حكومية بهدف تبييض سجل حقوق الإنسان لدى الإمارات ومهاجمة خصومها.
وفيرماوت الذي يقدم نفسه على أنه رئيس “المجلس العالمي للدبلوماسية العامة والحوار المجتمعي”، يلعب دورا في تقديم عرضا كبيرا للمناصرة الدولية الزائفة، وترسيخ دوره المؤثر المضلل على الساحة العالمية من خلال تشكيل تحالف من المنظمات غير الحكومية للإشادة بدولة الإمارات على جهودها في مجال حقوق الإنسان.
وقد تعاظمت هذه الجهود مع اشتداد الانتقادات الموجهة إلى الإمارات في ملفات حقوق الإنسان وحقوق العمال والحريات العامة فضلا عن تأثير تدخلاتها في دول مثل اليمن وليبيا وغيرها في قائمة بات السودان أحدثها منذ عام ونصف.
وقد وضع فيرماوت، المعروف بمتابعته المتواصلة لمطالبته بـ “العدالة” والتزامه بتسليط الضوء على التقدم والانتهاكات، نفسه كصوت رئيسي داخل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف. لكن في الواقع ظهر أن كل شيء مدفوع الثمن ولا يوجد شيء حقيقي بحسب التسريبات التي تابعها المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط.
ويشارك فيرماوت في الإشراف على تنظيم الندوة المذكورة الناشطة منال مسالمي، التي تقدم نفسها كمستشارة سياسية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البرلمان الأوروبي، وهي تلعب دورًا متعدد الأوجه في دعم أجندات مختلفة معززة على مدار سنوات في تنفيذ أجندات إسرائيل والإمارات.
وبحسب مصدر دبلوماسي أوروبي، فإن مسالمي تشارك في مهمات مزدوجة تخدم الموساد الإسرائيلي والجهود الدعائية للإمارات في أوروبا، فضلا عن أنها تم تجنيدها للوبي الإماراتي في أوروبا وتتلقى دعما ماليا منتظما من أبوظبي منذ سنوات.
وتكشف مصادر مطلعة أن أنشطة مسالمي تشمل رصد ومواجهة أي انتقاد أو إدانة لانتهاكات حقوق الإنسان في الإمارات، مما يساهم في جهود أبو ظبي الدعائية في المحافل الأوروبية وتنظيم فعاليات دورية تستهدف وتحرض ضد قطر، بناء على تعليمات اللوبي الإماراتي في أوروبا.
ويمتد تأثير مسالمي إلى المشاركات الإعلامية، حيث تساهم بمقالات في الصحف المؤيدة لأبوظبي وتظهر بشكل متكرر على القنوات التلفزيونية السعودية والإماراتية والمصرية.
بالإضافة إلى ذلك، أشارت المصادر إلى ارتباط مسالمي الوثيق بالموساد الإسرائيلي في بروكسل، بتسهيل من خلال منظمة مناصرة تعمل تحت ستار حقوق الإنسان. وفي عام 2019، أجرت زيارة علنية إلى إسرائيل، ودعت إلى فتح حوار مع البرلمانيين والصحفيين الإسرائيليين.
ويقال إن علاقات مسالمي تشمل علاقات دافئة مع دبلوماسيين إماراتيين، مثل محمد السهلاوي، سفير أبو ظبي في بروكسل. ويُزعم أن الصور غير المنشورة، والتي حافظ المصدر على سريتها، تظهر مسالمي في جلسة حميمة مع السفير السهلاوي في سبيريتو بروكسل.
السمعة السيئة تلاحق الطيب بن عبدالرحمن
ويلاحظ أنه منذ أشهر انخرط كل من فيرماوت ومسالمي في محاولة استغلال قضية الطيب بن عبدالرحمن، الذي سبق أن تم إدانته في دولة قطر بجريمة التخابر لصالح دولة أجنبية.
وقد تم تقديم العديد من الشكاوى ضد الطيب بن عبدالرحمن في فرنسا، إلى جانب فتح تحقيق من السلطات الفرنسية ووضعه تحت الرقابة القضائية بتهم تسريب معلومات استخباراتية وفساد واستعمال النفوذ فضلا عن الاحتيال والتزوير.
ومنذ سنوات روج الطيب بن عبدالرحمن لنفسه كوسيط دولي ومساعد لمسئولين عرب في تحايل مفضوح من أجل كسب النفوذ السياسي.
وأبرز الدلائل على ذلك نشر بن عبدالرحمن في منصات ووسائل إعلام عربية أنه يعمل مستشارا خاص لسيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
إذ أطلق بن عبدالرحمن حملة إعلامية مدفوعة في مواقع الكترونية ومنصات وسائل إعلام تزعم أنه في عام 2021، استعان به سيف الإسلام القذافي كمستشار خاص للدفاع عن مصالحه ودعم ظهوره.
وبحسب حملة الدعاية الزائفة فإن سيف الإسلام القذافي استعان ببن عبد الرحمن لدعم ظهوره على الساحة السياسية والإعلامية والسماح بإقرار ترشيحه لأول انتخابات رئاسية في تاريخ البلاد.
غير أن القذافي سارع لاحقا إلى تكذيب الطيب بن عبد الرحمن علنا ودحض أي علاقة تعاقدية به عبر بيان أكد فيه لا يربطه أي تعاون مع رجل الأعمال الجزائري الفرنسي.
ويؤكد العارفون بالطيب بن عبدالرحمن أنه مجرد محتال يحاول الترويج لنفسه وخلق هالة دعائية حوله من أجل أن يجد موطئ قدم في الساحة السياسية العربية.
وروج بن عبدالرحمن زورا أنه كان على اتصال مع عائلة القذافي لسنوات عدة وبات يتولى مهمة المتحدث باسم سيف الإسلام في أوروبا وإفريقيا، ويضع القضية الليبية في صلب اهتماماته.
لكن وثائق مسربة كشفت أن الهالة الدعائية التي يخلقها عبدالرحمن بنفسه تستهدف إنعاش أنشطة غير قانونية وغير مشروعة يمارسها في الخفاء مثل الاحتيال ببيع بتأشيرات مزيفة إلى أوروبا تستهدف شبانا من الجزائر وليبيا ودولا إفريقية.
وعمل بن عبد الرحمن على مدار سنوات لتوفير تأشيرات مزيفة بل وإقامات في فرنسا ودولا أوروبية أخرى، مقابل مبالغ مالية كبيرة وعقود تملك أراضي بما شمل أبناء مسؤولين في الجزائر وليبيا ودولا إفريقية.