Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقارير

منظمة فرنسية تكشف تمويل مسئول سعودي شبكة مرتزقة لتشويه صحفية عربية

كشفت منظمة Forbidden Stories الفرنسية لحماية الصحفيين، عن تمويل مسئول سعودي شبكة مرتزقة لتشويه الصحفية العربية في قناة الجزيرة غادة عويس والتحريض عليها عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

وقالت المنظمة إن أمير مدينة الرياض سابقا الأمير سطام بن عبدالعزيز آل سعود قام بتجنيد شبكة من المرتزقة الأجانب، لتشويه صورة الإعلامية غادة عويس خلال عام 2020.

وذكرت المنظمة أن العلاقة المشبوهة التي جمعت بين سطام آل سعود والمرتزقة الرقميين؛ بدأت بعد اجتماع نظمته وكالة تجسس إماراتية، بحضور ممثلين عن المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني، في فندق في دبي في نيسان/أبريل 2019.

وأوضحت أن شبكة المرتزقة الرقميين التي دعمها سطام آل سعود، شملت نشرت صانعة المحتوى الأمريكية شارون فان رايدر، واللبناني جيري ماهر واللبنانية ماريا معلوف، والأمريكية الإسرائيلية ايرينا تسوكرمان.

وبحسب المنظمة فإن شارون فان رايدر تلقت أموالاً من السعودية، مقابل تغريداتها المؤيدة للنظام الحاكم في المملكة، ومهاجمة الصحفية غادة عويس، وذلك بعد لقاء جمعها مع سطام آل سعود في فندق بدبي.

وأفادت بأن الوسيط بين سطام آل سعود والمرتزقة الرقميين؛ هو اللبناني جيري ماهر الذي قام بتحويل أكثر من 4 دفعات مالية بقيمة 2500 دولار، بين نوفمبر 2019 ومارس 2020.

ونشرت المنظمة تحقيقها تحت عنوان “من داعمين لترامب إلى مدافعين عن حقوق الإنسان: المؤثرين الرقميين الذين استهدفوا صحفية”، وكشفت فيه أن عملية استهداف غادة عويس بدأت مع منتصف عام 2020، أي في خضم فترة الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات ومصر والبحرين، على قطر وفرضوا شروطهم لرفعه وكان أهمها “إغلاق قناة الجزيرة”.

وقالت إن كل شيء بدأ بتاريخ 9 يونيو 2020، عندما نشرت صانعة المحتوى الأمريكية “شارون فان رايدر” عبر حسابها على توتير “صورة لأمرأة في حوض استحمام” (في إشارة إلى الصورة التي زُعم أنها تخص غادة عويس).

وانتشرت الصورة المسربة، التي تم الحصول عليها غالبا عبر اختراق هاتف غادة عويس ومن المرجح أنه تم التلاعب بها بشكل مخادع لجعلها تبدو عارية، بطريقة كبيرة.

في ذلك المنشور، وصفت فان رايدر عويس بـ “الكاذبة”، وادعت أنها “باعت [نفسها] للإرهابيين للحصول على حكاية صحفية” وأنها تعمل في “شبكة تبث معاداة السامية” (تقصد قناة الجزيرة).

لكنها في المقابل أشادت علنًا بولي السعودي محمد بن سلمان. وفي الأثناء، وجهت آلاف الحسابات من الذباب الإلكتروني التابع للسعودية إهانات كراهية للإعلامية اللبنانية.

وقالت غادة عويس، الإعلامية في قناة الجزيرة، لـ Forbidden Stories في تعليقها على الهجوم التي تعرضت له: “كان من الغريب أن يكون المواطن الأمريكي الذي لا يتحدث العربية … ولا يعرفني …أن يكتب تغريدات عني ليل نهار”.

تلقت فان رايدر، وفقًا لتحقيق أجرته Die Zeit الألمانية، أجرًا مقابل تغريداتها المؤيدة للسعودية التي هاجمت فيها عويس، وذلك بعد لقاء جمعها مع الأمير سطام بن خالد آل سعود في دبي، بتاريخ أبريل 2019.

اللافت أن ذلك اللقاء، جمع أيضا، على غرار الأمير سطام وفان رايدر، ممثل عن “سعود القحطاني”، وهو مساعد محمد بن سلمان الذي أكدت التقارير إشرافه على مقتل المعارض السعودي جمال خاشقجي، والذي يقود في ذات السياق جيش الذباب الأزرق التابع للنظام السعودي؛ واثنين من ممثلي شركة دارك ماتر للأمن السيبراني (شركة إماراتية) و”مُتعريتين روسيتين”.

وبناء على طلب الأمير سطام آل سعود، قامت شركة دارك ماتر، باختراق هاتف الإعلامية غادة عويس.

تكشف الوثائق الرسمية التي تم الوصول إليها من قبل “Forbidden Stories” وشركائها، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) فتح تحقيقًا في أنشطة فان رايدر، بهدف الكشف عمن قام بتمويلها وما إذا كانت قد انتهكت القانون الأمريكي.

في إفادة عام 2022 أمام مجموعة من المحامين الألمان (وقع إستدعائها للتحقيق بعد تحقيق Die Zeit)، قالت فان رايدر إنها حصلت على أموال من وسيط نيابة عن “آل سعود” للتحايل على قانون تسجيل الوكلاء الأجانب (FARA). وتم تأكيد ادعاءات فان رايدر مع شخص حاضر في الإيداع. ولم يستجب مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل لطلبات التعليق.

وتمكنت “Forbidden Stories” من الوصول إلى فان رايدر عن طريق وسيط لبناني له علاقات مع المملكة العربية السعودية.

“بالنسبة لي، لم تكن [فان رايدر] هي المشكلة الحقيقية. كانت المشكلة الحقيقية هي الأشخاص الذين سيدفعون لها مقابل ذلك، لأنه لو لم تكن هي، لكان أي شخص آخر . إذا توقفت هي سيبدأ شخص آخر.”، تقول عويس في حديثها إلى محرري التقرير.

وقال (الوسيط الللناني) إن الأمير سطام بن خالد آل سعود، وفان رايدر ناقشا في اليوم التالي للقاء دبي “مشروع إعلامي”.

قام “آل سعود” بتمويل المشروع وأخبر “فان رايدر” أن رجلاً يدعى جيري ماهر سيتحدث عن الخطوات التالية.

بين نوفمبر 2019 ومارس 2020، قام ماهر بتحويل أربعة أقساط على الأقل بقيمة 2500 دولار أمريكي إلى فان رايدر، وهو ما أنكره ماهر وآل سعود في حديثهم إلى مُعدي التقرير.

ماهر المعروف أيضًا باسم ولادته دانيال أحمد الغوش، كان يعمل مقدما سابقا لقناة تلفزيونية سعودية ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة صوت بيروت الدولية، وهي وسيلة إعلامية لبنانية يقال إنها تشارك مع إمبراطورية إعلامية مملوكة أساسًا للملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال.

لاحقا في 2021، أصبح ماهر مستشارا إعلاميا لبهاء الحريري، ملياردير سعودي لبناني مقرب من النظام السعودي، وكان والده رفيق وشقيقه سعد رئيس وزراء لبنان.

تفاجأت عويس عندما علمت بتورط جيري ماهر مع شبكة الأمريكيين التي هاجمتها على الإنترنت.

كان ماهر ضيفًا على قناة الجزيرة، وعلى الهواء مثل صوت النظام السعودي، لكنهما كانا ودودين، لكن إحدى التفاصيل صدمت غادة عويس.

ففي فبراير 2019، دعت عويس ماهر في برنامجها. ودافع عن موقف المملكة العربية السعودية بعد مقتل خاشقجي، قائلاً إنه يعتقد أن المملكة تتعامل “بمسؤولية” مع القضية.

لاحقًا، خلف الكواليس، أخبر ماهر عويس أنه يعتقد أن محمد بن سلمان أمر بالقتل وأنه قادر على أن يكون الناطق بلسان الديكتاتورية، وفقًا لما أقرت به الإعلامية اللبنانية لمحرري التقرير.

وتابعت “عويس” في حديثها عن ماهر “إنه قادر على فعل أي شيء من أجلك إذا دفعت له”، في الوقت الذي نفى فيه ماهر بشدة إخبار عويس بأن محمد بن سلمان أمر بقتل خاشقجي.

خلال سنوات ظهورها على قناة الجزيرة، فسرت عويس مقتل خاشقجي على أنه تحذير لأي صحفي ينتقد أو يشكك في النظام السعودي، وشعرت أنه تهديد مباشر لها.

 

وقالت لـ Forbidden stories “ربما سيحدث لي ما فعلوه بخاشقجي لأنهم هاجموه على وسائل التواصل الاجتماعي ثم قتلوه”.

اعتبرت غادة عويس أن الراحل جمال خاشقجي كان مُعلما. في عام 2018، قبل أشهر فقط من مقتله، نصحها خاشقجي بمنع وتجاهل “جيش الذباب الأزرق” – وهي شبكة حسابات تويتر الآلية في المملكة العربية السعودية التي طورها القحطاني مساعد محمد بن سلمان – والتي كانت تستهدف كلاً من عويس وخاشقجي.

لاحقا، اختارت غادة مقاربة أخرى، حيث أنه وبعد وقت قصير من تسريبات صورة الحمام المزعومة، كتبت في يونيو 2020، مقال رأي لصحيفة “واشنطن بوست” نقل رسالة قوية قالت فيها “أنا صحفية في الشرق الأوسط. لن يتم إسكاتي من خلال الهجمات عبر الإنترنت”.

الوسيط اللبناني الذي تحدث عنه التقرير هي “ماريا معلوف“، وهي صحفية من أصل لبناني مقيمة في واشنطن، وهي الرئيس المشارك لشركة Prolific Solutions، الاستشارية، مقرها الولايات المتحدة وتعمل مع حكومات أجنبية.

ذكرت فان رايدر خلال جلسات التحقيق معها من قبل FBI أن “معلوف” جزء من “المشروع الإعلامي” الذي هاجم غادة عويس وزعمت أنها مُولت من الأمير السعودي سطام بن خالد آل سعود.

لم تظهر معلوف ولا Prolific Solutions في سجل FARA التابع للحكومة الأمريكية، مما يشير إلى حدوث انتهاك محتمل للقوانين الفيدرالية. كما أنها لم تستجب و Prolific Solutions ووزارة العدل لطلبات التعليق، في حين نفي الأمير السعودي تقديمه أي أموال لمعلوف.

مؤثرة أخرى محترفة هاجمت غادة عويس على الإنترنت هي إيرينا تسوكرمان، وهي محامية تتخذ من نيويورك مقرا لها وتردد روايات قريبة من تلك الخاصة بالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والمغرب وأذربيجان وإسرائيل، في مقاطع فيديو ومقالات رأي وظهور تلفزيوني.

تُعرف “تسوكرمان” وظيفتها أنها تُقدم خدمات “حرب المعلومات” “الهجومية” و “الدفاعية” من خلال شركتها التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها ، سكاراب رايزينج، وتعمل كذلك كمدافعة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مع منظمة غير حكومية يمنية مشبوهة ، وهي التحالف اليمني للمرأة المستقلة.

في صيف عام 2022، رافقت تسوكرمان المنظمة غير الحكومية في الكابيتول هيل للضغط على الممثلين بشأن إعادة المتمردين الحوثيين، المدعومين من إيران، (المنافس الأول للسعودية) على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.

في سياق آخر، في عام 2018، تحدثت في مؤتمر نظمته في نيويورك مجموعة ضغط مؤيدة للسعودية لمنظمة غير حكومية تمولها السعودية.

بالإضافة إلى استهداف عويس، قامت تسوكرمان أيضا بإهانة العديد من منتقدي النظام السعودي على موقع تويتر. بعد مقتل خاشقجي، شككت تسوكرمان علنًا في عمل المحققين المستقلين للدفاع عن محمد بن سلمان.

ختاما تقول غادة عويس عما تعرضت له من هجمات: “إنها طريقة جديدة لقتل الصحفيين فعليًا، وإسكاتهم. بدلاً من أن تدفع لشخص لاغتيالك جسديًا، فأنت تدفع لشخص لاغتيالك فعليًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.”

وتابعت الإعلامية بقناة الجزيرة: “أنت تقتل الشخصية. بدلاً من قتل الجسد، تقتل الكلمات، تقتل الأسئلة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى