أبدت أوساط أوروبية قلقا من احتمالات اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط بعد أن هددت إيران بالتصعيد إذا هاجمت إسرائيل لبنان.
ودفعت التوترات بين إسرائيل وحزب الله الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى إطلاق جهود دبلوماسية لمنع اندلاع حرب شاملة في المنطقة.
وقد هددت إيران بأن أي غزو إسرائيلي للبنان سوف يؤدي إلى “حرب إبادة”. وجاء التحذير بعد أن دفعت التوترات بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران الولايات المتحدة إلى إطلاق جهود دبلوماسية لمنع اندلاع حرب شاملة في المنطقة.
وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت متأخر من يوم الجمعة، قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة إن طهران تعتبر تحذيرات إسرائيل من القيام بعمل عسكري في لبنان بمثابة “حرب نفسية”، ولكن “إذا شرعت في عدوان عسكري واسع النطاق، فسوف تترتب على ذلك حرب شاملة”.
وقال المسؤولون الإيرانيون إن “كل الخيارات، بما في ذلك المشاركة الكاملة لكل جبهات المقاومة، مطروحة على الطاولة”، في إشارة إلى تحالف الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، بما في ذلك حزب الله، وحماس، والجهاد الإسلامي الفلسطيني، والحوثيين في اليمن، والميليشيات الشيعية العراقية.
وتأتي التهديدات الإيرانية بعد أن أعلن عضو مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي السابق بيني غانتس يوم الثلاثاء: “يمكننا إغراق لبنان بالكامل في الظلام وتفكيك قوة حزب الله في أيام”.
وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الخميس، من أن قوات الدفاع الإسرائيلية قادرة على إعادة لبنان “إلى العصر الحجري”.
وأضاف خلال زيارة لواشنطن: “لا نريد الدخول في حرب لأن ذلك ليس جيدا لإسرائيل”.
وبحسب الاستخبارات الأميركية، من المرجح أن تندلع حرب واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله خلال الأسابيع القليلة المقبلة إذا فشلت الحكومة الإسرائيلية وحماس في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وفقًا للبيانات التي جمعها مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح والأحداث (ACLED) وأوردتها قناة الجزيرة، كان هناك حوالي 7400 هجوم عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان منذ 7 أكتوبر.
ودفعت التوترات المتصاعدة على الحدود الإسرائيلية اللبنانية ألمانيا وهولندا وكندا هذا الأسبوع إلى حث مواطنيها على مغادرة لبنان في أسرع وقت ممكن عبر الرحلات الجوية التجارية التي لا تزال تعمل في البلاد.
وأصدرت الولايات المتحدة، التي لديها تقييم أكثر تحفظا قليلا، تحذيرا بشأن السفر للمواطنين الأمريكيين، وحثتهم على “إعادة النظر بقوة” في السفر إلى لبنان.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد الماضي إن “المرحلة المكثفة من الحرب مع حماس على وشك الانتهاء”، ولكنه أضاف أن تركيز الجيش الإسرائيلي ربما يتحول إلى الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان.
وفي أواخر شهر مايو/أيار، طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، إصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وثلاثة من كبار قادة حماس.
ومن المتوقع الآن أن تتدخل حكومة المملكة المتحدة في المحكمة الجنائية الدولية لتأجيل اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان سيتم إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب مزعومة في غزة.
جاءت التهديدات الإيرانية الجديدة بشأن احتمال اندلاع حرب بين إسرائيل وحزب الله في الوقت الذي ذهبت فيه الجمهورية الإسلامية إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية.
وانتهت الجولة الأولى دون أن يحصل أي من المرشحين على أكثر من 50% من الأصوات المطلوبة للفوز.
ومن المقرر أن تجري إيران جولة إعادة الأسبوع المقبل بين الإصلاحي المعتدل مسعود بيزشكيان والمتشدد سعيد جليلي، اللذين حصلا على 10.4 مليون و9.4 مليون صوت على التوالي.
