Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقارير

فايننشال تايمز: السعودية تقوض مصداقية إدارة النفط

مع تواصل انخفاض أسعار النفط على الرغم من خفضين في الإنتاج في ثمانية أشهر، تكافح السعودية من أجل إجبار سوق النفط لأن تسير على خطها بما في ذلك تقويض مصداقية إدارة النفط.

ونشرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية تقريرا بعنوان (عبد العزيز بن سلمان: أمير الشائك .. لا يتحمل النقد) تناولت فيه منع وزير الطاقةالسعودي وسائل إعلام أجنبية من تغطية اجتماعات أوبك بلس.

وذكرت الصحيفة أن الأمير عبد العزيز بن سلمان قضى ما يقرب من عقدين من الزمن من عمره كعضو مغمور نسبيا في وفد السعودية في منظمة أوبك.

ولكن منذ أن أصبح أول أمير يعمل كوزير للنفط في المملكة عام 2019، صنع لنفسه اسما، وإن لم يكن واحدا من اختياره: لقد أطلق المتعاملون في تجارة النفط عليه مؤخرا وصف “الأمير الشائك”.

منذ اشعاله حرب أسعار النفط مع روسيا في عام 2020 إلى المساهمة في توتر العلاقات الأمريكية السعودية العام الماضي، كان الأمير عبد العزيز يدير بحزم سياسة النفط في المملكة، لكنه يعاني من حساسية شديدة تجاه النقد.

بالنسبة للمؤيدين، فهو رمز للمملكة التي اصبحت أكثر ثقة بنفسها تحت القيادة الفعلية لأخيه غير الشقيق، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

إنهم يعتقدون أن الأمير عبد العزيز توقع في مرات عديدة تحركات كبيرة في أداء السوق بشكل صحيح، مما عزز النفوذ السعودي على سوق النفط كما تحالف مع موسكو عبر اوبك بلس، وهو التحالف الذي صمد على الرغم من غزو روسيا الشامل لأوكرانيا.

ومع ذلك، بالنسبة لمنتقدي الأمير، لديه ميل إلى المبالغة في استخدام ثقته واختيار المعارك غير الضرورية التي تجعل دوره المركزي في إدارة اسعار النفط العالمية، الذي تستند إليه الآمال الاقتصادية للمملكة، أكثر تحديا.

جاءت الخطوة الأخيرة القوية هذا الأسبوع عندما تم حظر مجموعة من الصحفيين، بما في ذلك فرق كاملة من رويترز وبلومبرغ، من حضور اجتماع حاسم من المقرر عقده يوم الأحد في مقر أوبك في فيينا.

هذه هي المرة الأولى التي تستبعد فيها أوبك، المؤسسات الإخبارية بشكل جماعي بعد عقود من الحروب وارتفاع الأسعار وانهياراتها.

قال أشخاص مقربون من الوزير إن قرار الأمير عبد العزيز نابع من تصوره بأن نظرته إلى السوق لم يتم نشرها إعلاميًا بشكل عادل.

وأعرب عن اعتقاده بأن هذا يسهم في انخفاض سعر خام برنت القياسي نحو 70 دولارا للبرميل خلال الأسابيع الأخيرة.

كما قالوا إن القرار عكس أيضا مزاجًا ملكيًا غير معتاد على النقد وعدم حصوله على ما يريد من هذه المؤسسات الاعلامية.

ومع ذلك، نظر البعض إلى أن انشغال الأمير بالصحافة على أنه علامة من علامات اليأس.

مع تواصل انخفاض اسعار النفط على الرغم من خفضين في الإنتاج في ثمانية أشهر، تكافح السعودية من اجل اجبار سوق النفط لان تسير على خطها، واللجوء إلى إلقاء اللوم على الرسول الذي ينقل الاخبار لا يعطي تصورًا عن وجود الثقة اللازمة لإدارة سوق النفط.

يقول رعد القادري، مراقب أوبك المخضرم في مجموعة أوراسيا، إن جزءا من إزعاج السعودية ينبع مما رأته عدم تطابق بين الأساسيات التي يقوم عليها السوق وهي اساسيات يمكن أن تؤثر عليها أوبك، ومعنويات المتداولين فيه، وهو أمر من الصعوبة التعامل معه والتأثير فيه.

ويقول القادري: “يمكنك القول إن اوبك بلس قد أدارت السوق بشكل جيد، ولكن هناك فقط إحباط تام من أن نجاح إدارة الأساسيات يتم ضربه مرارا وتكرارا من خلال مشاعر المتعاملين في السوق” مضيفًا “هذا يجعل من الصعب على أوبك تعزيز مصداقيتها”.

بالنسبة لأولئك المقربين من الأمير، كان هناك شعور بخيبة أمل.

توقع الكثيرون منهم سوق نفط قوية من شأنها أن تعزز الإيرادات التي يحتاجها ولي العهد الأمير محمد لتنفيذ إصلاحاته الاقتصادية حيث تسعى السعودية الى سعر نفط يزيد عن 80 دولارا للبرميل من أجل تحقيق التوازن في ميزانيتها، وفقا لصندوق النقد الدولي، وتمويل بعض “المشاريع الضخمة” التي يأمل ولي العهد أن تتمكن من تحويل اقتصادها.

توقعت شخصيات بارزة مثل مدير صندوق تحوط الطاقة بيير أندوران في بداية العام أن تتجاوز اسعار النفط المائة دولار للبرميل مع إعادة فتح الاقتصاد الصيني.

كما توقعت وكالة الطاقة الدولية وأوبك نفسها أن تتراجع الإمدادات في السوق بشكل كبير في النصف الثاني من عام 2023، مما يوجب تعزيز الأسعار؛ لكن يبدو أن التجار غير راغبين في تصديق ذلك.

ارتفعت الأسعار فقط لفترات قصيرة، كما هو الحال عندما أعلنت أوبك وحلفاؤها عن خفض طوعي مفاجئ في الإنتاج في أبريل، لتعود تلك الاسعار للانخفاض مرة أخرى.

كان فكرة التخفيض من بنات افكار الامير عبد العزيز، الذي يحب إبقاء السوق في حالة ترقب دائم، وهو نهج يرى البعض أنه يتعارض مع رغبة أوبك في أن تكون “بنكا مركزيا” مستقرا للنفط.

سيراقب المتعاملون في سوق النفط عن كثب نهاية هذا الأسبوع لمعرفة ما إذا كان الأمير عبد العزيز يدفع من أجل خفض الإنتاج أو تدابير أخرى لدعم السعر، أو ما إذا اعتمدت المجموعة نهج “الانتظار” ورؤية ما يجري.

وقد بدا السيناريو الأخير مرجحًا قبل أسبوع واحد فقط من الاجتماع، وفقا للمحللين ومندوبي أوبك، ولكن فرصة التدخل في الأسعار زادت بعد انخفاض الأسعار مرة أخرى في الأيام الأخيرة.

قال أحد كبار مندوبي أوبك من الخليج: “كل شيء قيد المناقشة” و “لا يزال لا يوجد شيء واضح”.

بينما يقول الأشخاص المقربون من الأمير عبد العزيز إنه ظل بشكل عام في حالة معنوية جيدة، مستعينًا بطريقته المعروفة في الفكاهة، لمهاجمة خصومه، حيث حذر البائعين على المكشوف الذين يراهنون ضد سعر النفط من “الاحترس” مرة أخرى الشهر الماضي بعد ان قال ذات مرة إنهم “سيصابون بخيبة أمل قوية” إذا شككوا فيه.

ثم هاجم بقوة وكالة الطاقة الدولية، وهي مجموعة أمضت أوبك سنوات في تعزيز الحوار معها لإيجاد أرضية مشتركة بين منتجي النفط والمستهلكين، واصفا إياها بأنها “موهبة خاصة” في تقديم التوقعات الخاطئة.

يقول التجار إن الخطر على السعودية هو أن الأمير عبد العزيز يتحدى المضاربين النفطيين، وإذا لم يضغط من أجل خفض إنتاج آخر، فقد تنخفض الأسعار أكثر.

إذا قادت السعودية أوبك إلى تخفيضات، فلا يوجد ضمان بأن تتبعها روسيا، حيث تحاول موسكو الحفاظ على استمرار صادراتها على الرغم من مجموعة من التدابير الغربية المصممة لتقييد إيرادات الطاقة التي تتدفق إلى صندوق حربها.

يقول المحللون في سيتي جروب: “يمكن أن يؤدي انخفاض أسعار النفط الإضافي نحو الوصول الى سبعين دولارا للبرميل لبرنت إلى زيادة احتمال حدوث خفض إضافي من قبل بعض أعضاء اوبك بلس . . . على الرغم من أنه من غير المرجح أن تكون روسيا واحدة منهم”.

أحد الخيارات هو تغيير حجم الانتاج الأساس – وهو الحد الأقصى للمستوى الذي يمكن للبلدان أن تنتج فيه، والذي يتم بموجبه تحديد حجم تخفيضات الإنتاج لكل دولة – الخاص بأعضاء  اوبك بلس، وفقا لشخصين قريبين من المحادثات.

كانت دولة الإمارات في الماضي القريب قد اشتكت مما تعتقد أنه حصة إنتاجية تقلل من قدرتها الحقيقية على الإنتاج.

ومن شأن خفض الحصص أن يعزز موقف ابوظبي في أوبك على المدى الطويل، حتى لو وافقت على زيادة التخفيض في الوقت الحالي؛ لكن يعتقد بعض المحللين أن القضية مثيرة للجدل للغاية بحيث لا يمكن للأمير عبد العزيز معالجتها، وأنه سيتم تأجيلها.

قال القادري من مجموعة أوراسيا: “أنا لا أحسد أوبك لما سيحصل لها في نهاية هذا الأسبوع” فأعضائها “عالقون بين خيارين قاسيين وصعبين للغاية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى