Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات الرأي

الانتخابات الرئاسية الفرنسية: اليسار ينقسم حول الأبارتايد الإسرائيلي

عشية الانتخابات الرئاسية الفرنسية، يعبّر كل من جان لوك ميلانشون، مرشح الاتحاد الشعبي، وفابيان روسيل، مرشح “الأيام السعيدة”، ويانيك جادو الذي يقول “لِنغيّر”، بإصرار عن دعمهم للشعب الفلسطيني وحلّ الدولتين، وهو الموقف الكلاسيكي لفرنسا منذ عقود.

بمتابعتهم – أو بجعل الناس يتابعون – التطورات السياسية في إسرائيل وفلسطين، يتحدث هؤلاء المرشحون الثلاثة عن هذا الموضوع كلّما طُرح عليهم السؤال، وأحيانا بصفة علنية في وسائل الإعلام وخلال اللقاءات.

وللإجابة على أسئلة “أوريان 21” كلّفوا -وبلباقة- مسؤولي المواضيع الدولية في حملاتهم بالرد. وحده يانيك جادو -من بين مرشّحي اليمين واليسار الذين تواصلنا معهم الذي أجاب على أسئلتنا المكتوبة (وهذا جدير بالثناء). ويمكن الاطلاع على إجاباته في المؤطر أدناه.

مَن الحاضر، ومَن الغائب، ومَن المشار إليه بأصابع الاتهام؟

على الرغم من هذا الإطار التاريخي المشترك، برزت فروق دقيقة بين المرشحين في أعقاب تقارير منظمة “بتسيلم” ومنظمة العفو الدولية التي تم فحصها عن كثب من قبل فرقهم، وأيضا تقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش” الذي يتحدث عن فصل عنصري في الأراضي المحتلة فقط.

لم يفت ذلك على المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا -المعروف باسم “الكريف”- بمناسبة مأدبة العشاء السنوية التي نظمها في 24 فبراير/شباط 2022، بعد تعذر تنظيمها لمدة عامين بسبب الأزمة الصحية.

تمت دعوة يانيك جادو الذي حضر المأدبة رفقة النائب السابق للحزب الحاكم “الجمهورية إلى الأمام” سيدريك فيلاني، والذي غيّر لونه السياسي بالانضمام إلى حماة البيئة. يوضّح أحد المقربين: “عندما نتحاور، نتحاور مع الجميع. كان يانيك جادو محقًا في الذهاب إلى هناك. لا يعني ذلك بالضرورة تبني طريقة قراءة مشتركة للواقع أو تأييد هذا الموقف أو ذاك للكريف”.

وقد سبق أن أُدرج جادو من قبل الكريف على القائمة السوداء عام 2017، بسبب دعم حزب الخضر لحركة مقاطعة إسرائيل.

حينها صرّح جوليان بايو -الذي أصبح فيما بعد رئيس حزب الخضر- قائلا: “لا يمكننا إخفاء قناعاتنا الحقيقية لكي تتم دعوتنا إلى عشاء فخم. المقاطعة أداة خيّرة وسلمية في متناول المواطنين”.

يؤكد مصدر في الكريف بأنه تمت دعوة فابيان روسيل أيضًا، لكنه لم يكن حاضرًا ولا ممثّلًا. “كان لديه شيء أفضل يقوم به، كان له تجمّع في الشمال”، تقول ضاحكة مسئولة من الحزب الشيوعي الفرنسي.

لكن منذ عدة سنوات، لم يعد الكريف يدعو الحزب الشيوعي الفرنسي. قد نتساءل إن لم تكن لهجة حملة روسيل سبب هذا التحول، مع أنه لا يمكن ملاحظة أي تغيير ملحوظ في موقف الحزب الشيوعي الفرنسي من القضية الفلسطينية.

وقد تكون دعوة الصحفية كارولين فوريست -المعروفة بقربها من اليمين المتطرّف وبمناهضتها للإسلام- إلى اجتماع عام عُقد في مقر الحزب الشيوعي تكريماً لشارب، الرسّام الكاريكاتوري لصحيفة “شارلي إبدو” الذي قُتل خلال هجمة يناير/كانون الثاني 2015، كافية لتفسير دعوة الكريف.

في خريف 2021 وبالجرأة التي تميزها، رأت فوريست، صديقة حركة “الربيع الجمهوري” العلمانية المتطرفة والموالية لإسرائيل (والتي تدعي بأنها يسارية)، في فابيان روسيل “نجم اليسار الجمهوري” الذي “سيسرق الأضواء من ميلانشون”. وهو نوع من الثناء قد يحبذ كثير من أعضاء الحزب الشيوعي الاستغناء عنه.

أما بالنسبة إلى جان لوك ميلانشون (أقصى اليسار)، فلم تتم دعوته لعشاء الكريف – شأنه في ذلك شأن مرشحة “التجمع القومي” مارين لوبان والمرشح إريك زيمور، وكلاهما من اليمين المتطرف- بدعوى رفض شائن لـ“جميع أشكال التطرف”.

وقد صار قائد حركة “فرنسا الأبية” منذ عدة سنوات مستهدفًا من قبل هذه المنظمة، لكنه لا يكترث لذلك. يعلّق أحد المقربين منه قائلا: “هذا الموضوع لا يهمه. فالكريف بات بالنسبة إليه وكرًا لمتطرفي الهوية”.

قد يبدو إرسال هذه الدعوات من عدمه مسألة عرضية. لكنها ليست كذلك، لأن اليسار يبحث عن نفس جديد، عن شجاعة سياسية، خاصة فيما يتعلق بالاعتراف بدولة فلسطين، وهي شجاعة افتقرت إليها العديد من الحكومات التي يُفترض أنها يسارية، بدءًا من حكومات فرانسوا هولاند، التي شارك فيها وزراء حزب الخضر.

وذلك على الرغم من تصويت البرلمان في 2 ديسمبر/كانون الأول 2014 لصالح الاعتراف بدولة فلسطين بأغلبية 339 صوتًا مقابل 151. لم يكن لهذا التصويت الواضح ولكن غير الملزم للحكومة تأثير.

من يذكر اليوم أنه في عام 2012، تميز النقاش في الانتخابات التمهيدية للحزب الاشتراكي بخلاف حاد حول الالتزام من أجل دولة فلسطينية؟ وقد كانت فلسطين -مقابل دعم إسرائيل مع “تحفظات” كما يقال في الحزب الاشتراكي- خط تصدع أيضًا في اليسار الفرنسي الذي يعاني حاليا من الضعف والانقسام، حيث يمثل حوالي 25٪ من الناخبين.

ونحن لا نحسب آن هيدالغو، رئيسة بلدية باريس، في هذه النسبة، لكننا نعرف أن هذه المؤيدة المتحمسة لإسرائيل في أدنى مستويات الشعبية.

بالنسبة لميلانشون، الجحيم في غزة

يلخص ميلانشون في سطرين من برنامجه الموقف التقليدي لفرنسا: “الاعتراف بدولة فلسطينية لها الحق في استمرارية أراضيها، على أساس حل الدولتين ومن خلال التطبيق الكامل والكلي لقرارات الأمم المتحدة”.

لكن أرنو لوغال، مستشار ميلانشون الذي شارك في كتابة الجزء الذي يعنى بالقضايا الدولية من المشروع المذكور يوضح: “لكننا لا نقول كل شيء في البرنامج، إنها خطوة أولى. إنه دليل توجيهي ومبدئي، لكن الجانب الآخر من العملة هو أنه يبقى عملاً غير مكتمل فيما يخص بعض المواضيع”.

يواصل لو غال بأنه على الرغم من “شعاع معاداة السامية المشل”، و“تحرش اليمين المتطرف الموالي لإسرائيل”، و“العزلة الكاملة” داخل الطبقة السياسية، لم يغيّر ميلانشون طوال 15 عامًا من انتقاده للسياسات التي تنفذها إسرائيل: “يتعين عليك في مرحلة ما أن تضرب بقبضتك على الطاولة وتقول للحكومة الإسرائيلية أن ما تفعله خطأ، وأن ذلك لا يتوافق مع أي من القرارات التي نصوّت عليها في الأمم المتحدة!”.

كما لم يتغير ميلانشون في دعمه لأهل غزة، إذ أجاب على طالب خلال برنامج تلفزي في يناير/كانون الثاني 2022 على إحدى القنوات العمومية الفرنسية: “لا أخفي عنكم أن حساسيتي تذهب بالأحرى لسكان غزة الشهداء، الذين يعانون من سجن وجحيم لا يمكن إلا أن يثيرا شعورًا بالتمرد”. شاب آخر يهتم بفلسطين، وهذه علامة جيدة.

وفي رده على استبيان من شبكة المنظمات لفرنسية من أجل فلسطين، قال المرشّح إن:

الحصار الشامل، المخالف لحقوق الإنسان والذي أدانته الأمم المتحدة مرارًا وتكرارًا، أدى إلى تدهور رهيب في الوضع الإنساني لسكان غزة، وزادت من تفاقمه المجازر والتدمير الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي على فترات منتظمة، بذريعة الدفاع عن إسرائيل، أحياناً ضد أطفال “مسلّحين” بالحجارة..

وقد وصفت عدة تقارير للأمم المتحدة الوضع في غزة بأنه “غير قابل للعيش”، بالمعنى الحرفي للكلمة. لا شيء يمكن أن يبرر قبول فرنسا بهذا الوضع المروع.

مرارًا وتكرارًا، في أعوام 2009 و2014 و2018 و2021، رفض ميلانشون قطعيا اتهامات معاداة السامية التي يوجهها إليه أنصار إسرائيل. وقد كتب على مدونته في عام 2009:

إن المعادين الحقيقيين للسامية هم أولئك الذين يجمعون بين الاحتجاج ضد جرائم ومعاداة السامية، بذريعة أن هذه الجرائم تُرتكب من أجل قضية إسرائيل.

إن أسوأ أعداء إسرائيل هم أولئك الذين يتظاهرون ليقولوا إنه من الطبيعي ذبح السكان العزل لمجرد أن حكومة إسرائيل هي التي تقوم بذلك. لقد قام هؤلاء بتدمير سنوات من الجهد للحفاظ على العقلانية في تحليل الوضع. لقد أبعدوا عنهم آلاف الأصدقاء الذين صار ينتابهم الغثيان.

وكدلالة على أن ميلانشون يتابع الموضوع عن كثب، فهو أول سياسي فرنسي مهم التزم باستخدام عبارة الفصل العنصري في رده على شبكة المنظمات غير الحكومية الفرنسية من أجل فلسطين.

إن استخدام مصطلح الفصل العنصري في تقارير الأمم المتحدة، ومن قبل المنظمات غير الحكومية الإسرائيلية ومن ثم منظمات غير حكومية مثل منظمة العفو الدولية، يشير إلى حقيقة لا جدال فيها. ويعد الاعتراف الرسمي بوجود نظام فصل عنصري خطوة إضافية.

كمنظمة سياسية من المرجح أن يشغل مرشحها أعلى المناصب في الدولة، فإن السؤال المركزي هنا هو: هل سيسمح أم لا مثل هذا الإجراء الذي قد تتخذه فرنسا، في التحرك نحو تنفيذ الحل السلمي على أساس قرارات الأمم المتحدة؟ يعتمد الجواب على هذا السؤال على السياق الدقيق الذي يتعين علينا اتخاذ هذا الإجراء فيه.

يتبنى هنا المرشح الذي يقول عنه أحد المقربين بأنه “لا يحب إطلاقا أن يقول أشياء لا يعرف إن كان سيفعلها لو كان رئيساً”، التزاما جديدا، دون التلاعب بالكلمات. كما أثبت تضامنه مع المتضامنين.

فقد تم اعتقال رئيس جمعية التضامن الفرنسية الفلسطينية في 12 مايو/أيار 2021 وهو يغادر اجتماعًا في وزارة الخارجية الفرنسية مع العديد من البرلمانيين، وتم تقييده بالأصفاد أمام الوزارة تحت أعين منتخبين مذهولين، كما ظل تحت نظر الشرطة بضع ساعات.

وقد امتعض ميلانشون من هذا المشهد وعلّق عليه في تغريدة على تويتر قائلًا: “هذه هي فرنسا ماكرون”. ويعتبر الاتحاد الشعبي أن “التراجع العام في الحريات المدنية يمس أيضًا الدفاع عن حقوق الفلسطينيين. نعارض هذا الانحراف ونحن في المعارضة، وسنجد له حلا عندما نكون في السلطة”.

الحزب الشيوعي الفرنسي يرى “فصلا عنصريا قيد التطبيق”

مثل جان لوك ميلانشون، أدان فابيان روسيل بشدة في مايو/أيار 2021

 

الاستعمار المتسارع للقدس الشرقية والضفة الغربية، الذي يحرم الفلسطينيين من حقهم في دولة مستقلة ومستدامة، والحملات العقابية ومظاهرات الكراهية التي أطلقها اليمين المتطرف في باحة المسجد الأقصى، واقتحام الشرطة للمسجد الأقصى.

هناك عدة مدن إسرائيلية تلتهب. هناك عمليات إعدام دون محاكمة بحق مواطنين عرب أو يهود.

كما أدان أيضا مرشح الحزب الشيوعي بـ“الغارات الإجرامية على غزة”، وشارك في تظاهرة بمدينة ليل (بشمال فرنسا) “للمطالبة بموقف واضح من فرنسا لحماية الشعب الفلسطيني، من أجل سلام عادل ودائم بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي”.

تطرح ليديا سامربخش، عضوة اللجنة التنفيذية الوطنية للحزب الشيوعي الفرنسي والمسؤولة عن القسم الدولي، مثلها مثل فريق ميلانشون، مسألة طبيعة دولة إسرائيل:

إن تقرير منظمة العفو الدولية مهم للغاية، فهو يستند إلى حقائق وممارسات وإلى الأهداف السياسية للحكومة الإسرائيلية. فالهدف هو حبس الفلسطينيين في قطع أراض صغيرة حيث يكونون مواطنين من الدرجة الثانية. إنه نمط البانتوستان: الفلسطينيون محكوم عليهم بالإقصاء والبؤس والإذلال. السلوك التمييزي ضد الفلسطينيين آخذ في التوسع، إنها سياسة فصل عنصري قيد التطبيق.

بالنسبة للحزب الشيوعي الفرنسي ومرشحه، “لا مجال لإعادة النظر في وجود دولة إسرائيل” ويجب الاستمرار في الدفاع عن “حل الدولتين”. تواصل ليديا سامربخش:“نحن ملتزمون بالقانون الدولي من حيث المبدأ وبناء على تحليل سياسي. إذا توجه الشعب الفلسطيني نحو خيار آخر، فهذا سيفتح آفاقا جديدة. هناك الكثير من الأمل في الشباب الفلسطيني الذين يناضل ضد التمييز والفصل العنصري، ضمن حركة بدأت تجتاح المجتمع الإسرائيلي”.

صحيح أن فابيان روسيل، على عكس نواب شيوعيين آخرين منتهية ولايتهم، لم يكن مقداما تماما في مسألة فلسطين وإسرائيل.

فهو لم يقل أي كلمة عن الموضوع عند استضافته في 13 مارس/آذار 2022 على موجات “راديو جي” -وهي إذاعة طائفية يهودية-، حيث تركزت الأسئلة على أوكرانيا وجان لوك ميلانشون.

غير أن الالتزام الثابت لحزبه وليومية “لومانيتي” بالاعتراف بدولة فلسطين، ولقاءه الأخير مع السفير الفلسطيني في باريس، كل هذا يجعله متماشيا مع هذا الخط السياسي، حتى وإن أصر في الحملة الانتخابية على مواضيع أخرى يخالها أكثر نجاعة. في جميع الأحوال، وبالنسبة للمكافحة ليديا سامربخش،

لا أعرف ما إذا كان الالتزام بالسلام العادل يمكن أن يُربح أصواتًا أو يُخسرها. لكن التمتع برؤية دولية يدخل ضمن معركتنا في مواجهة العولمة الليبرالية التي يقودها إيمانويل ماكرون والانشغالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيئية الخطيرة في عصرنا.

جادو لا يقبل المصطلح

يشرح لي مسؤول من القسم الدولي لحملة جادو قائلا: “الطريق إلى السلام تمرّ أيضا بأن نعمل معاً على مشروع ملائم للبيئة.

ويُعد نموذج الافتراس الاقتصادي في المستعمرات أيضا طريقا مسدودا من الناحية البيئية”. وتضيف إستير بنباسا قائلة: “قواعد حزب الخضر تدعم فلسطين.

ولكن زوايا المعالجة غالبا ما تدور حول مسائل نمط التنمية، ونهب المورد المائي نتيجة ممارسة المستوطنين للزراعة المكثفة في الضفة الغربية”. جزء هام من الخضر هم منتخَبون محليون ساهمت مجموعات بمدنهم في توعيتهم بالقضية الفلسطينية. ولكن ليس هذا جوهر عملهم، بل تدور انشغالاتهم في الميدان حول التخطيط والتنمية الحضرية وسياق الاحترار المناخي والأزمات الاجتماعية. وكثيرا ما كانوا يعملون في منظمات غير حكومية قبل الدخول في معترك السياسة.

تشرح منتخَبة باريسية من الخضر مقربة منه: “جادو بيئي في الأساس. لقد عمل لدى منظمة السلام الأخضر(غرينبيس)، ويمكن أن تكون لديه راديكالية حقيقية. ولكنه لا يعرف إلا القليل عن هذا الموضوع الذي قد يخلق المتاعب، وهو يرتاب من القضايا الجيوسياسية”.

يختلف جادو عن ميلانشون في العديد من النقاط، كما يعارض استعمال مصطلح الفصل العنصري. وكما وضّح لـ“راديو جي” في 13 فبراير/شباط 2022، فهو يريد “إيقاف الاستعمار” كما يدافع عن “حل الدولتين”.

لكن لا مجال للحديث عن الفصل العنصري: “أنا لا أستخدم مصطلح الفصل العنصري على الرغم من أن قانون الدولة القومية لعام 2018 يشكّل سابقة خطيرة بالنسبة لإسرائيل. لكن الفصل العنصري كلمة عنيفة، لا أريد تطبيقها على إسرائيل، على الرغم من أن بعض ممارسات دولة إسرائيل تمييزية”.

هذا والحال أن حزب الخضر قد دعا إلى جامعته الصيفية لعام 2021 هاغاي إلعاد، مدير منظمة “بتسيلم”، وهي المنظمة غير الحكومية الإسرائيلية التي كانت الأولى في التحدث عن فصل عنصري في جميع أنحاء إسرائيل.

يشرح إطار من حملة جادو:

إننا نولي اهتماما لهذا العمل منذ البداية، وهذه الورشة لم تكن وليدة الصدفة. فمنذ نشر تقرير منظمة العفو الدولية، يتم تسليط الضوء على التمييز ضد الفلسطينيين. ولكن ما هو المصطلح الصحيح؟ الموضوع الحقيقي هو المساواة في الحقوق بين مختلف السكان. فهناك ما قبل وما بعد التصويت على قانون الدولة القومية، وهو قانون يرمز إلى ترسيخ نظام إثنوقراطي، وهذا يؤثر على نظرة الدول، ومكانة القومية وحتى مكانة الشتات. كانت هناك مظاهرات غير مسبوقة للدروز ضد هذا القانون، وهذا يبرز أن هناك أزمة هوية في المجتمع الإسرائيلي.

على المستوى الميداني المحلي، كثيرا ما ناضل المنتخبون الخضر ضد الخلط بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية من خلال رفضهم التصويت على تعريف التحالف الدولي لذاكرة المحرقة. ولقد استلهم ناشطو الحزب من إعلان القدس حول معاداة السامية، الذي وضعه أكثر من 200 جامعي من جميع أنحاء العالم، وقد تم تبنيه في مارس/آذار 2021، والذي يدافع عنه جادو في تصريحه لـموقع “أوريان 21”:

يسمح إعلان القدس بشأن معاداة السامية بالتمييز بين الحالات التي يمكن فيها اعتبار العداء لإسرائيل من ضمن معاداة للسامية وبين الحالات التي ليست كذلك، بصفة أفضل من تلك التي يقدمها التحالف الدولي لذاكرة المحرقة، وذلك من خلال تقديم أمثلة واضحة لكلتا الحالتين. إنه تعريف يأخذ على محمل الجد في نفس الوقت مسألة مكافحة معاداة السامية وأهمية حرية التعبير.

فجادو مثل ميلانشون، حريص على حرية التعبير.

في الخلاصة، يحمل ميلانشون، ولا يخلو ذلك من اندفاع وحماسة، مشروعا شاملا لتغيير النظام، حتى وإن تهاطلت عليه الانتقادات من كل مكان، أحيانا عن باطل وأحيانا عن حق. فهو يجسّد تضامنا شاملا، كما أنه من القلائل الذين يتحدثون عن غزة وذلك يستحق الإشادة. يجسّد جادو من جهته تضامنات على مستوى قاعدي أكثر، ويطرح السؤال الوجيه لنمط التنمية الذي يفرضه الاستعمار، كما أن أنصاره يخوضون معركة مشروعة في الميدان حول تعريف معاداة السامية.

أما روسل، فيبدو مهمِلا للموضوع بعض الشيء. يبقى أن حزبه منخرط في جميع النضالات، وقد تساعد الأفكار التي يتناولها، كما يفعل الإخوة الأعداء لميلانشون بخصوص موضوع الفصل العنصري، في تحريك الخطوط.

وفي الأخير، يجب الإشادة بموقفي ناتالي آرتو، مرشحة حزب “الكفاح العمالي”، وفيليب بوتو، مرشح حزب “الحزب الجديد المعادي للرأسمالية”، واللذان يُنتظر أن يحصلا على نسبة تصويت ضعيفة، إذ كان لهما دائما موقف واضح ومتضامن مع القضية الفلسطينية. نترك كلمة الختام لمرشح “الحزب الجديد المعادي للرأسمالية”:

لا وجود لسلام دون عدل، والطريق إلى العدل تمر عبر إنهاء جميع السياسات الاستعمارية والتمييزية الإسرائيلية، وعبر الاستجابة إلى جميع الحقوق القومية والديمقراطية للفلسطينيين والفلسطينيات.

كان بوتو من خلال هذه الجمل يجيب على أسئلة جمعية “فلسطين ستنتصر”، والتي قامت الحكومة بحلّها بكل وقاحة. ها هي حرية تعبير المدافعين عن حقوق الفلسطينيين مهددة مرة أخرى في فرنسا إيمانويل ماكرون.

 

جان ستارن

صحفي سابق بجريدتي “ليبيراسيون” و“لا تريبون”، متعاون مع مجلة منظمة العفو الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى